كثيرة الأمور التي نفتقد لوجودها لنشعر بالقيم المعنوية للاحتفال الوطني , رقص وغناء من حيث لا معنى غير الصخب والموسيقى .إن بُنيتنا الاجتماعية مناطقية عُنصرية مُجزأة وطبقية، واستشرى الفساد في التجارة والوزارة وفي بعض المؤسسات وفي الإدارات والتعاملات, وعلى صعيدٍ آخر تسيطر الخدمات الاستهلاكية على إمكانيات المواطن وتعيق بناء مُستقبله, جامعاتنا لا تستوعب جميع الطلاب والطالبات للدراسة, وكوادرنا لا يوجد بها شواغر لحل مشكلات البطالة, والفقر. غير ان المستوى الثقافي لا يشكل صورة مُرضية بين صراع التيارات وإلى حدٍ ما تنعدم ثقافة الاختلاف وظهور دونية الوعي في المفاهيم السقيمة العمياء التي يشعر بها البعض ويعامل بها الآخر وهذا ما يقف بدوره عائقاً ضد النمو والتطور ويحيل بيننا وبين تحقيق المعنى الجوهري الحقيقي ل " المواطنة" من هُنا ندرك ماهي ضرورة التغيير فهذه العوامل لم تنشأ لوحدها , إنما تبلورت ثم تشكلت في واقعنا الإجتماعي من جذور تقليدية بعضها رثة, لذلك فالتغيير لن يكون إلا ابتداءً من عُمق انفسنا وابتداءً من صلاح الأفراد تحديداً , ما يجعلهم فاعلين على النحو الإيجابي في خلق مجتمع صالح. ليتنا نهز ارضنا و نبنيها معمارا وحضارة ونشعر بالإنتماء الوطني وأن " نضحي " حتى لا نكون ضحية صخب إعلامي واسع التأثير وفاعل التخدير.وألا نغفل عن احتياج المجتمع لوعي جمعي وإدراك برؤية كلية للواقع وأن نجمع الصور والمفاهيم البنائية لهذا المجتمع بُغية تطويره وتغييره ، وبذلك نصنع مستودعا للوعي في عقول شبابنا وبناتنا , نريد بأن يشعر كل منا بأن في داخله حقيقة جوهرية تجعله يشعر فعلاً ماهي قيمة وطنه , وماهي قيمة الانتماء إليه , بالتالي ماذا تعني مناسبة الاحتفال. ولعلنا نحاول أن نهتدي ل " جديدٍ عملي وعلمي " جادٍ ومُثمر حتى ولو كان خارجاً عن مألوفه ويكون مفتاحاً لمستغلقاته الدفينة.أجل إن " الهز والرقص " من الممارسات التي تشعرنا بالترفيه ونشوة السعادة لكنها "جُزءٌ من كُل " يعبر عن جانب فقط من جوانب احتياجاتنا النفسية وعلينا أن ندرك ونعي قيمة التفتح الفكري الحُر وضرورة الاستبصار في واقعنا الإجتماعي والثقافي وقياس هذا الواقع برؤية ثقافية واعية لأننا لن نحقق هذه الحالة إلا إذا كان ذلك طموحاً نسعى في إيجاده ك "رغبه" ونربط تحقيقه إرادياً بالواقع .وبذلك نكون نحن الوطن .. و كل عام ونحن بخير. [email protected]