تكلمنا في الحلقة السابقة عن طبيعة اليهود وتصرفاتهم تجاه غيرهم , وعرفنا أنهم ينظرون الى شعوب الأرض غير اليهودية نظرة دونية , لذا فهم يهدرون حرمة الإنسان بل وحرمة الحياة , وإن نظرتهم إلى باقي الأمم أحقر من نظرتنا الي الحيوان , لأن نظرتنا إلى الحيوان نظرة أخلاقية , وفي برتوكولات حكماء صهيون نجد في البرتوكول الأول ما نصه : ( إن الغاية تبرر الوسيلة , وعلينا ونحن نضع خططنا أن لا نلتفت إلى ما هو أخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد. إن من يريد إنفاذ خطة عمل تناسبه يجب أن يستحضر في ذهنه حقارة الجمهور وتقلبه وحاجته إلى الاستقرار , وعجزه أن يفهم ويقدر ظروف عيشه وسعادته , وعليه أن يفهم أن قوة الجمهور عمياء خالية من العقل المميز, وأنه يعير سمعه ذات اليمين وذات الشمال . إن الجمهور بربري وتصرفاته في كل مناسبة على هذا النحو , فما أن يضمن الرعاع الحرية حتى يمسخونها سريعا فوضى , و الفوضى في ذاتها قمة البربرية , حسبكم فانظروا إلى هذه الحيوانات المخمورة التي أفسدها الشراب , ومن المسيحيين أناس قد أضلتهم الخمر وانقلب شبانهم مجانين بالكلاسيكيات والمجون المبكر الذي يسن . إن القوة المحضة هي المنتصرة في السياسة وبخاصة اذا كانت مقنعة بالألمعية اللازمة لرجال الدولة , يجب أن يكون العنف هو الأساس ويتحتم ان يكون ماكرا وخداعا حكم تلك الدول التي تأبى أن تداس تحت أقدام وكلاء قوة جديدة .. إن هذا الشر هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى هدف الخير ولذلك يتحتم الا نتردد لحظة واحدة في اعمال الرشوة والخديعة والخيانة اذا كانت تخدمنا في تحقيق غايتنا ). من هنا ندرك أن الصهاينة لا يهمهم أن يحدثوا مذابح ويقتلوا النساء والأطفال والشيوخ من أجل تحقيق ما يصبون اليه , وأكبر دليل على ذلك ما قاموا به مؤخرا في القدس من تجريف مقبرة ( مأمن الله ) التي تضم رفات كبار الصحابة رضوان الله عليهم , منهم عبادة بن الصامت رضي الله عنه وبها كثير من رفات حفظة كتاب الله كذلك الشهداء الذين سقطوا في حرب تحرير القدس من الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي , فحتى الأموات ورفاتهم لم يسلموا من شر الصهاينة , وهذا بإذنه تعالى سوف ينزل الله غضبه عليهم , ويكون سببا في انهيار دولتهم على أيدي المؤمنين الشرفاء في فلسطينوالقدس . فهؤلاء الصهاينة المتوحشون لا يردعهم رادع ولا يخافون من الله , فهم قتلة الأنبياء, فإذا كان الانبياء والصالحون من الصحابة لم يسلموا من أذاهم فكيف الحال بالمقدسيين الذين يخرجونهم من ديارهم ويقومون بهدمها تاركينهم في العراء من أجل أن يقيموا مستوطنات يقطنون فيها يهود يجلبونهم من جميع أصقاع الأرض , والذين لا يمتون بأي صلة إلى فلسطين , ويطردون الفلسطينين من ديارهم وأوطانهم , كما أن المسجد الأقصى لم يسلم من أذاهم ,إذ نجد أن الحفريات تزداد يوما بعد يوم عمقا وطولا , والقصد من ذلك هو تصديع المبنى من أجل انهياره والقضاء عليه وإقامة هيكل سليمان المزعوم مكانه . كذلك نراهم يصدرون قرارات بإبعاد المقدسيين وعلى الأخص كبارهم من القدس إلى غزة أو إلى الأردن أو إلى الضفة الغربية من أجل تهويد القدس والقضاء على الأغلبية العربية في القدس وجعل اليهود هم الغالبية لسكان القدس وعلى الأخص القدسالشرقية ضاربين عرض الحائط قرارات مجلس الأمن . ذلك لأن القانون الدولي لا يجيز للمحتل أيا كان أن يطرد سكان الأرض الحقيقيين والتصرف ببناء مستوطنات في الأراضي المحتلة , ولكن نجد أن العدالة الدولية عمياء , فحينما تصدر قرارات ضد الدول العربية أو الإسلامية ولم تقم تلك الدولة بتنفيذ هذه القرارات فإن مجلس الظلم العالمي يصدر قرارات ضدها بفرض عقوبات عليها , إلا أن دولة إسرائيل خارجة عن القانون , ولم يفرض عليها مجلس الأمن أي عقوبات منذ تأسيسها حتى الوقت الحاضر . وفيما سبق من حلقات تعرفنا على بعض النصوص التي وردت في كتب اليهود المقدسة والتي يزعمون أنها من عند الله . وتعالى الله عما يقولون علوا وكبيرا , وربما شخص يتساءل ما العلاقة بين عنوان الحلقات وموضوع الدين اليهودي , وأقول إن الذي يسيطر على الشركات الكبرى في الولاياتالمتحدة وعلى وسائل الإعلام المختلفة هو الذي يوجه الانتخابات حسب رغبته في تضليل الرأي العام الأمريكي , وخير مثل هو الذي ماثل أمامنا الآن في انتخابات أعضاء الكونغرس الأمريكي , إذ صُرفت أموال تقدر بمليارات الدولارات من اجل إنجاح أعضاء الحزب الجمهوري لكي تكون لهم الأغلبية في المجلس ولكي يكون الرئيس أوباما كالبطة العرجاء لا يستطيع أن يسير في مشاريع تحسين الاقتصاد الأمريكي , وأن يجمع هذه الأموال السياسية والتي صرفت من قبل الأثرياء اليهود , ذلك لان مشاريع قوانين تحسين الاقتصاد الأمريكي تلحق الضرر بأصحاب البنوك وتجعلهم تحت الرقابة الحكومية و كما تضر أصحاب وول استريت فبالتالي أرادوا أن يحجموا مشاريع الرئيس الأمريكي اوباما , والتي هي في صالح الولاياتالمتحدة وتلحق نوعا من الضرر بأصحاب البنوك وأصحاب وول ستريت , إذ جعلتهم تحت الرقابة ولا يستطيعون التصرف في مدخرات الشعب الأمريكي كيفما تسول لهم أنفسهم وإذا أردنا أن نتعرف على هذه الفئة من الناس يجب أن نتعرف على ديانتهم وتاريخهم ومعتقداتهم وهم أشبه بمرض السرطان إذا دخل في أي جسم فانه يتلفه ويقضي عليه وهكذا الحال بالنسبة لهذه الفئة من البشر أينما حلو وهم نكبة على الولاياتالمتحدة وكذلك نكبة علينا إذا تركنا دولة إسرائيل تعيش فيما بيننا والمسالة ليست فلسطين فحسب وإنما القضاء على دولنا وتشريدنا منها وتكوين دولة إسرائيل العظمى لكي يحكموا العالم من خلالها , وأنا هنا أورد بيانا لبعض معتقداتهم ولمحة تاريخية عنهم لأبين أن أساس شرور العالم هم منبعها وأساسها , فإذا كان أنبياؤهم لم يسلموا من أذاهم فكيف الحال ببقية البشر , وحينما نعود إلى نصوصهم الدينية نجد أن سليمان عليه السلام ( سفر الملوك الثالث 11/1-6) (تزعم أن قلبه معلق بآلهة أخرى غير الرب , وان عدد زوجاته بلغ سبعمائة زوجة , أما سراياه فبلغ عددهم ثلاثمائة سرية فأزاغت نساؤه قلبه , وضع سليمان الشر في عين الرب ). ويتبين لنا من النصوص السابقة أن الكتب اليهود المقدسة ليست التي أنزلت من عند الله , وإنما هي من صنع أيديهم , فالله عز وجل لم ينزل كلاما كهذا .وان الله عز وجل قد عصم أنبياءه ولم ينزل كلاما بذيئا كهذا . من هنا نرى أن اليهود حتى أنبياؤهم لم يتركوهم ووصفوهم بوصف لا ينطبق على الأنبياء . فإبراهيم عليه السلام قد وصفه الله بقوله ( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا ))(41 سورة مريم ) كما نجد أن القران قد وصف اسحاق في قوله تعالى ( وبشرنه بإسحاق نبيا من الصالحين *وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين) 0 الصافات 112/113) وفي قوله تعالي (( ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين )) ( الأنبياء 73) وقوله تعالى (( ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته دواود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين )) ( الأنعام 84) من هنا ندرك بأنه لا يمكن أن يكون اسحاق يتصف بالمكر والخداع وكذلك يعقوب لا يمكن أن يخدع أباه لينال بركته . كما نجد أن القران قد وصف لوطا بقوله تعالى (( ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين )) ( الأنبياء 74) وقوله تعالى (( وان لوطا لمن المرسلين )) ( الصافات 133) وقوله تعالى (( إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر )) (القمر 34) , ونجد أن الله يصف نبيه دواود بقوله تعالى (( أصبر على ما يقولون وأذكر عبدنا داود ذا الأيدي إنه أواب )) ( ص17) وقوله تعالى (( ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب )) (ص 30) من هنا ندرك كذب ما ورد في كتب اليهود التي يطلقون عليها مقدسة . حيث وصف الله سبحانه تعالى نبيه داود بالإيمان والنبوة والفضل .هذا ما يثبت أن كتبهم المقدسة ليست من عند الله ولو كانت من عند الله لتطابقت مع القران الكريم الذي هو من عند الله وليس من صنع بشر . وخلاصة القول أن اليهود قوم لم يسلم منهم أحد , فهم قتلة الأنبياء , وإذا لم يستطيعوا قتله اتهموه زورا وبهتانا وقاموا بتلفيق تهم وضعوها هم بأنفسهم في كتبهم , فهل يعقل أن أنبياء الله عليهم السلام يرتكبون مثل هذه الهفوات والذنوب ؟, بالطبع لا . قال تعالى في كتابه (( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم (21) أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين ) (آل عمران) 21/22 قال المفسرون لهذه الآية أن سبب نزولها كان ناس من بني إسرائيل جاءهم النبيون يدعونهم إلى الله عز وجل فقتلوهم , فقام أناس من بعدهم من المؤمنين فأمروهم بالإسلام فقتلوهم ففيهم نزلت هذه الآية وروى أبو عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه أن النبي صلى الله وعليه سلم قال ( قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة و فقام مئة رجل واثنا عشر رجلا من عباد بني إسرائيل , فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر , فقُتلوا جميعا في آخر النهار في ذلك اليوم , وهم الذين ذكرهم الله في هذه الآية وقال الله تعالى في كتابه العزيز (( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدُن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا (4) فاذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا(5) ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا (6) إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتهم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا (7) عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا )) ( الإسراء 4/8) قال المفسرون في تفسير هذه الآيات بعد أن ذكر الله تعالى إنعامه على بني اسرائيل بانزال التوراة عليهم , لتكون لهم هدى يهتدون بهديها , ذكر أنهم ما اتبعوا هداها بل أفسدوا في الأرض بقتل الأنبياء وسفك الدماء , فسلط الله عليهم البابليين بقيادة بختنصر , فقتلوهم ونهبوا وخربوا بيت المقدس وسبوا أولادهم ونساءهم , وذلك أول الفسادين وعقابه ثم لما تابوا , أعاد الله لهم الدولة والغلبة , وأمدهم بالأموال والبنين , ثم عادوا إلى فسادهم وعصيانهم , فقتلوا زكريا ويحيى عليهما السلام فسلط الله عليهم الفرس , فقتلوهم وسلبوهم , وخربوا بيت المقدس مرة أخرى , ثم وعدهم الله بالنصر إن أطاعوا , وبالعقاب بنار جهنم إن عصوا وافسدوا . ولو رجعنا إلى تاريخ اليهود مع الرسول صلى الله وعليه وسلم ماذا نجد ؟ نجد أنهم يظهرون الترحيب بالنبي صلى الله وعليه وسلم منتظرين ما سوف تأتي به الأحداث , وكانوا يظنون أن دور النبي ما هو الا كدور الكهان والعرافين الذين ظهروا في الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام لأنهم يعتقدون أن النبي المنتظر سوف يكون منهم , الا أن ما واجههم به الرسول صلى الله وعليه وسلم وأحبارهم وعلماءهم من آيات جعلتهم يدركون أن محمدا صلى الله وعليه وسلم يختلف تمام الاختلاف عن كهان العرب وعرافيهم , لذا نجد أن عددا من كبار علمائهم قد دخلوا في الإسلام وحسن إسلامهم كأمثال عبد الله بن سلام , وثعلبة بن سعية , مخريق أحد من ثعلبة وبن القيطون , واسيد بن سعية , واسد بن عبيد الا أن اليهود ادركوا أن نظام الإسلام الاجتماعي الذي وضعه الرسول صلى الله وعليه وسلم ليس في صالحهم , اذ لا حروب بين الأوس والخزرج , ولا ربا يمكن التعامل به , ولا خمر ولا فواحش 000 وكانت هذه الأمور من مصدر رزقهم وثرائهم 0 ونجد أن الثمانية عشر شهرا التي فصلت بين تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة كانت بمثابة فترة سلام نسبي بين اليهود والمسلمين . ومن هنا نجد أن اليهود سعروا عداءهم لرسول الله صلى الله وعليه وسلم , اذ توحد الأوس والخزرج , ولا سبيل إلى التفرقة بينهما , وأضحوا قوة سياسية جديدة هددت من مكانة اليهود التقليدية في المدينة وقال ابن اسحاق ( وناصبت عند ذلك أحبار اليهود لرسول الله وصلى الله وعليه وسلم العداوة بغيا وحقدا وحسدا , لما خص الله تعالى به العرب من أخذه رسوله منهم. وانضاف إليهم ( أي احبار اليهود) رجال من الأوس والخزرج ممن كان ( أي بغى ) على جاهليته , فكانوا أهل نفاق على دين ابائهم من الشرك والتكذيب بالبعث , الا أن الإسلام قهرهم بظهوره واجتماع قومه عليه فظاهروا بالإسلام جُنة من القتل , ونافقوا في السر , هواهم مع يهود لتكذيبهم النبي صلى الله وعليه وسلم وجحودهم الإسلام وكانت أحبار اليهود هم الذين يسألون رسول الله صلى الله وعليه وسلم ويتفنونه ويأتونه باللبس ليلبسوا الحق بالباطل , فكان القران ينزل فيهم فيما يسألون عنه الا قليلا من المسائل في الحلال والحرام كان المسلمون يسألون عنها.