وأما حديث أبو هريرة رضي الله عنه عن هاجَر رضي الله عنها وهو صحيح الإسناد ففيه بلايا كثيرة لاحظها بعض العلماء كابن الجوزي في مشكل أحاديث الصحيحين وغيره رحمهم الله تعالى ؛ فتمحَّك في مناقشتها بعض العلماء ، وإليكم تلك البلايا : أولاها : أن الكذبات الثلاث التي فيها ( أختي ) تفرَّد بها أبو هريرة رضي الله عنه ، وعارضها روايته الصحيحة ورواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أن الكذبة الثالثة قوله للكوكب (هذا ربي) [سورة الأنعام] ، ولا ذكر لقوله : ( هذه أختي )؛ وحينئذ تكون الكذبات أربعاً لا ثلاثاً ، ومحال أن يغلط رسول الله صلى الله عليه وسلم في العدد إبلاغاً : (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)[ سورة النجم / 4] . وثانيتها : كلمة (( فإني لا أعلم في الأرض مسلما غيري وغيرك )) كلمة منكرة ؛ فهناك أنبياء عليهم السلام ، وهناك من آمن مع إبراهيم عليه السلام كما في قوله تعالى : ( قَد كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَاوَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّاقَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) [ سورة الممتحنة / 4 ] ؛ فهؤلاء جماعة بالنص ، وقومهم الكفار ، وقوم إبراهيم عليه السلام ليسوا قوم الأنبياء الآخرين ، وكل رسول إنما يبعثه الله إلى قومه ؛ وإنما كان عليه السلام أمة وحده لمصادمته لقومه قبل أن يكون معه أحد ، وأن الله آتاه رشده ، وأنه صابرهم ولم يدْع عليهم بعذاب . وثالثتها : أن كلمة ( أختي ) أو ( زوجتي ) سيان ؛ فلن يمنع ذلك الملكَ الجبارَ من الفسق .. ولكن من المحال أن يرسل عليه السلام زوجته ولو واجها منيتهما معاً وهو الذي صبر لنار أعدها الكفار مدة ، وقال لجبريل عليه السلام : ( أمَّا منك فلا وإلى الله بلى ) ، وهذا قبل أن يهبه الله إسحاق ، وقبل أن يؤمن به لوط عليهم السلام ؛ فإسماعيل إذن عليه السلام من المؤمنين الموجودين ، ولم يرد تسمية مَن آمن به ؛ فكيف بعد ذلك لا يبقى مؤمن غيره وغير أم إسحاق عليهم السلام وقد آمن له لوط .. وكل هذا بعد براءته من قومه ، وبعد امتناعه من استغفاره لأبيه لما تبين له أنه عدوٌّ لله ، وهَجَرَهم وهاجر ومعه من آمن معه كما مر ، وكما في قوله تعالى :( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ .وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ .وَوَهَبْنَالَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ)[ سورة الأنبياء/69– 72 ] ، ولا يبعد أن يكون إسماعيل عليه السلام فد تجاوز البلوغ مؤمناً به .. كيف لا وقد قال قبل ذلك : (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَال يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) [ سورة الصافات/102] ؟ .. وقصَّ الله عن إبراهيم عليه السلام بعد إنجاء الله له من نارهم قوله: (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ) سورة الصافات/99، وجاءت البشرى بإسحاق عليه السلام بعد بلوغ إسماعيل السعي وإيمانه بأبيه عليه السلام كما في قوله تعالى بعدما مر مباشرة : (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصالِحِينَ .وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ) [ سورة الصافات/112 – 113] ، وبعد النار التي أعدوها قال الله سبحانه : (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .وَوَهَبْنَالَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) [ سورة العنكبوت/26 - 27 ]؛ إذن البراءة والهِجْرة بعد النار ، ومعه مؤمنون قطعاً وهم لوط وإسماعيل وسارة مع رجحان وجود مؤمنين آخرين كما في سورة الممتحنة من قوم الكفار ؛ فأصبحت كلمة : ( والله إن على الأرض مؤمن .. إلخ ) كلمة باطلة بالنصوص القطعية . ورابعتها : النصوص مضطربة في سياق حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( وكل أسانيدها صحيحة ) فيما جرى بين الملك وأم إسحاق ، ثم كيف يهم بها ويصبر إلى أن تصلي ؟!.. إن هذا لعجب !!. وخامستها : من التعليلات الباردة أن الملك يغار من الزوج فيقتله ، ولا يغار من الأخت ؛ فَمِن أيِّ وحيٍ علموا ذلك ؟!.. وكيف يخاف إبراهيم الخليل عليه السلام الذي لم يعبأ بالنار من القتل ولا يخاف على عرض زوجته ؟!.. إن هذا قدح في مقام الرسالة وهو أفضل الرسل بعد محمد صلى الله عليه وسلم . وسادستها : في بعض الأحاديث الصحيحة أن إبراهيم عليه السلام دفع الشفاعة عنه ولم يذكر تعليلاً . وسابعتها : كيف يُهدي الملك لأم إسحاق عليهما السلام جارية ولم ير منها غير خيبة وجهه ؟. وثامنتها : كيف يقبل الخليل عليه السلام هدية جبار إن لم يكن كافراً فهو فاسق ؟!. وتاسعتها : أن الاحتياط إنما يكون لدين ربنا في خبر الآحاد الصحيح سنده باتصال العدول مادام معلولاً متناً ، وما دام الإعلال لا يجرح عدالتهم؛ لسعة وجوه العلل التي لا تجرح العدالة. وعاشرتها : لما اضطرب إسناد أبي هريرة رضي الله عنه برفعه كله ، وبوقفه كله ، وبوقف بعضه .. ولما اضطرب متنه ، ولما خالفتْ روايته عن الكذبة الثالثة قول إبراهيم عليه السلام : (هذا ربي) للكوكب وشهد بذلك أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ، ولم يقل ( هي أختي ) ، واستحال خطأ العدد في وحي ربنا سبحانه : علمنا أن أبا هريرة رضي الله عنه اختلط عليه حديث الشفاعة ، ولم يحقق رفعه لحديث هاجَر رضي الله عنها ، وعلمنا يقيناً أنه تلقاه عمن يروي عنه من أهل الإسرائيليات أمثال كعب الأحبار .. ولا عجب في ذلك فعدد من الصحابة رضي الله عنهم كعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم يرد عنهم أحاديث موقوفة عن الإسرائيليات ، وقد انتقد العلماء كالإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في أول البداية والنهاية متوناً من هذا النوع .. والإسرائيليات التي تسربت إلى تراثنا الإسلامي قسمان : لاهوت أهل الكتاب الإلهي بزعمهم بعد التبديل ، ولاهوتهم الطبيعي .. وشيء اخترعه علماء أهل الكتاب ، وأضرب المثال بوهب بن منبه وإني لأعجب مِمَّن وثقه كالذهبي رحمه الله تعالى فعلى سبيل المثال ( سفر أيوب ) الإلحادي الذي تبرَّأ منه النصارى أخذ منه وهب مالا إلحاد فيه ، وأضاف إليه سياقاً من عنده ؛ ليوافق نصوص القرآن والسنة ، ووهب مِن أساطين بثِّ الأساطير وصُنْعها في التاريخ ابتداء بكتابه ( المبتدأ والخبر ) ؛ ولهذا ادَّعى أنه اطَّلع على سبعين من كتب الأنبياء عليهم السلام لم يطلع عليها غيره !!.. وقصة هاجر رضي الله عنها وأنها جارية مصدرها سفر التكوين ابتداء من الفصل الثاني عشر ( ويسمونه إصحاحاً ) ، وفيه خلاف كثير لما ركَّبه ولفَّقه اليهود للمسلمين .. وقد دحض الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى هذه الأكاذيب ولكنه في موضع آخر أثبت ( هذه أختي ) بقوله في الفِصَلِ : (( وفي موضعين من توراتهم المبدَّلة : ( أنَّ سارة امرأة إبراهيم عليه السلام أخذها فرعون ملك مصر ، وأخذها ملك الخِلْص أبو مالك مرة ثانية ، وأن الله سبحانه وتعالى أرى الملكين في منامهما ما أوجب ردها إلى إبراهيم عليه السلام .. وذكر أن سنَّ إبراهيم عليه السلام إذ انحدر من حران خمسة وسبعون عاماً ، وأن إسحاق ولد له وهو ابن مئة سنة ، ولسارة إذ وُلِدَتْ تسعون عاماً ؛ فصح أنه كان يزيد عليها عشر سنين ، وذكر أن ملك الخِلْص أخذها بعد أن ولدت إسحاق ( وهي عجوز مسنة بإقرارها بلسانها إذْ بُشِّرت بإسحاق ) ؛ فكيف بعد أن ولدته وقد جاوزت تسعين عاماً ؟!.. ومن المحال أن تكون في هذا السن تفتن ملكاً ، وأن إبراهيم قال في كلتا المرتين : ( هي أختي ) ، وذُكر عن إبراهيم أنه قال للملك : ( هي أختي بنت أبي ، لكن ليست من أمي ؛ فصارت لي زوجة ) ؛ فنسبوا في نص توراتهم إلى إبراهيم عليه السلام أنه تزوج أخته .. وقد وقفتُ على هذا الكلام بعضَ مَن شاهدناه منهم ، وهو إسماعيل بن يوسف الكاتب المعروف بابن النغرالي ؛ فقال لي ( إن نص اللفظة في التوراة (( أخت )) ، وهي لفظة تقع في العبرانية على الأخت وعلى القريبة .. فقلت : يمنع من صرف هذه اللفظة إلى القريبة ههنا قوله : ( لكن ليست من أمي ؛ وإنما بنت أبي ) ؛ فوجب أنه أراد الأخت بنت الأب ، وأقل ما في هذا إثبات النسخ الذي تفرون منه .. فخلط ، ولم يأت بشيء )) [ الفصل 1/225 ] . قال أبو عبدالرحمن : النسخ الذي يؤمن به المسلمون في الأحكام لا في الأخبار والأخلاق ، وأما هاجر رضي الله عنها فلا يصح في شرعنا أنها أمة ، ورجَّح العلماء أنها بنت ملك ، ويُحتمل أنها من مصر ، وبعض المؤرخين كابن قتيبة ذكر في كتابه المعارف أقوالاً منها أنها ابنة عمه ، وهذه الكذبة الصلعاء لا زالت قضية مسلمة عند المؤرِّخين !!.. ولا غضاضة في الانتساب إلى أمة ؛ فكم في الدنيا مِن الأخيار مِن أبناء الإماء ؛ وإنما أريد بيان الواقع ، وأن أم إسماعيل عليه السلام ليست أمة .. ويهود لا تُكِنُّ خيراً لبني إسماعيل عليه السلام ؛ فادَّعوا أن الذبيح إسحاق عليه السلام مع اعترافهم بأن إسماعيل الابن البكر لإبراهيم عليهم السلام ، ولا تُعرف الأضاحي وبيت الله بمكة المكرمة إلا بإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ، وعلمتْ يهود نبي آخر الزمان عليه الصلاة والسلام بصفته ، وأنه يبعث بمكة ، ولا يجد النبي حرمته بأرض قومه ؛ فرحل منهم ثلاث قبائل إلى المدينةالمنورة (؛ليكونوا قريبين منه ) ، وكانوا يستفتحون على العرب برسول منهم ، فلما كان من بني إسماعيل عليهما الصلاة والسلام حسدوه وكفروا به ؛ ولدفع الملل أدخل مع شاعري أحمد حجازي في موضوع الحداثة الأدبية مؤجلاً الكذبة الثانية الصلعاء في آخر الحديث معه ؛ فيا شاعري الوديع أحمد عبد المعطي حجازي : هذه فذلكة تبكيني وتذكِّرك .. وأما أنت شاعراً فكنتَ أنت أولَ عشقي لأدب الحداثة ، لأنني غارق في رومانسية مصر وصوفية المهجر ، ولا علم لي بأدب الحداثة ألبتة حتى دلني أخي عبد الله الماجد في حدود 1384ه تقريباً إلى بدر شاكر السياب ولم أسمع به قط ، فقرأته وتمادى الأمر إلى أدونيس فالبياتي وأمل دنقل وصلاح عبد الصبور ، وانتهى الطواف إليك لما صدر ديوانك ( مدينة بلا قلب ) الذي كان تناوشاً للحداثة ورسوخاً في الرومانسية ، وسميتك في كتابي ( القصيدة الحديثة وأعباء التجاوز ) شويعراً وأنا أعني ما أقول ، وأما اليوم فهي للتمليح والتعظيم ، وقلت عن رومانسيتك مع اللمحة الفكرية : (( وشاعر الحداثة حينما يُغَنَّي لذاته يأخذ الفكر لمحة ليكون غناء جماعياً كقول شاعر الريف أحمد عبد المعطي حجازي في هذا الغناء الساذَج : [ والناس يمضون سراعا لا يحفلون أشباحهم تمضي تباعا لا ينظرون حتى إذا مر الترام بين الزحام لا يفزعون لكنني أخشى الترام كل غريب ههنا يخشى الترام ] . وقلت : (( ولقد قُدِّر لي في أفاويق العمر أن أجري تحقيقات صحفية مع أساطين الطرب في العصر الحديث ؛ فوجدتهم مستائين من قصيدة الحداثة التي سحبت من تحت التخت بساط الليالي المقمرة الفارغة ، وحوَّلت هموم الأمة وعرق المعوزين إلى فكر وتعتيم رؤية لا تليق بالشعر !!.. على أن في شعر الحجازي مثل هذه البساطة : [ قلبي على طفل بجانب الجدار لا يملك الرغيف .................. فقلبك الكبير جوهرة جوهرة نادرة في تاج عصرنا ................... ... لا أنت شاعر كبير ] . فلو تواضع الكهول المهدفون إهداف النواعير وقرأوا ولو مثل ( مدينة بلا قلب ) ؛ وذلك أضعف الإيمان بالحداثة ، ثم عرفوا معاني مثل السياق المذكور آنفاً : لَوَدَّعُوا كرمة ابن هانئ ربما إلى الأبد ؛ ولتركوا الشيح والقيصوم متعة للأنف طالما عزائم الحداثة متعة العقل والقلب والروح .. وكما قلت لكم : إن شاعر الحداثة إذا غنى لذاته وجدتَ غناءه في النهاية جماعياً ؛ فكذلك نجده إذا فكر وقدر .. إنه يعشق كأسلافه الصورة الجزئية ، ولكنه لا يتخذها مسلاة أو ملهاة رغبة في التشبيه والتصوير والاستعارة وحسب ، ولكنها ترد في سياق صورة عامة لبناء لوحة مضيئة ، وهذا فكر جماعي أيضاً .. خذ مثال ذلك قول حجازي : [ ولدت كلماتنا ولدت هنا في الليل يا عود الذرة يا نجمة مسجونة في خيط ماء يا ثدي أم لم يعد فيه لبن يا أيها الطفل الذي ما زال عند العاشرة لكن عينيه تجوَّلتا كثيراً في الزمن ] . على أن الشاعر لو طالب بأبخس حقوقه الفنية ( وهو جلال الصورة الفنية وحسب ) لكانت هذه الصورة ( يا نجمة مسجونة في خيط ماء ) ، وذلك على سبيل المثال إعجازاً يتيماً في البلاغة التراثية )) ..وقلت : (( وأما أحمد عبد المعطي حجازي فشويعر لا تنضب روعته في قلبي بالرغم من محدودية عمله الصغير في ( مدينة بلا قلب ) ، وهو يتدفق عن تأريخ غزلي يحسبه المبهورون رومانسية خواجية وما هو إلا عذرية عامرية .. أوَ لمْ يقل عن الشرفة : [ كان حبي شرفة دكناء أمشي تحتها . لأراها ] . ثم لخص ثانية أحلام النافذة بقوله : [ الليل يا حبيبتي . أغنية دافئة المعان رقصة مهرجان تجمع ريح الشرق والشمال في مكان تثير في كل حياة شوقها لغيرها فتلعق الأرض أصابع الزروع وتحبل الرياح وينعس المنقار في الجناح وينزل المطر حبيبتي ماذا علينا لو رأى القمر ] . وإلى لقاء إن شاء الله ألخص به مداخلته الكريمة ، ثم ألج به موالج فنية تعجبه وتطربه إن شاء الله فكراً ووجداناً معاً والله المستعان . وكتبه لكم : أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري عفا الله عنه .