** خلال الاسبوع الماضي كنت أزور حارتنا القديمة، وعندما حان موعد صلاة العشاء، أديت الصلاة مع المسلمين في مسجدنا القديم الصغير، الذي يتسع فقط لحوالى 60 مصلياً، وفي الركعة الثانية تعثر إمام المسجد في الآية الأخيرة من سورة المزمل، وكنت بالصف الخامس بالمسجد، عندما قرأ قول الله تعالى: (.. وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا..) الآية.. (ففتحت) عليه بعد أن اخطأ قائلا (هو أعظم) متجاوزا اللفظ الكريم (هو خيرا).. وأنا لا أدعي انني حافظ، ولكنني فقط احفظ اليسير من آيات وسور قليلة، عسى الله ان يعفو عنا، وان يزيدنا بكرمه وفضله اقتراباً من كتابه العزيز، وحفظاً لآياته الجليلة. ** ما أود قوله هنا أنني استغربت أن احدا في صلاتنا تلك لم (يفتح) على إمامنا، وخصوصا اولئك الذين كانوا يقفون خلف الامام مباشرة، ونحن نعرف ان ذلك المكان يتهيبه الناس، لان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (ليليني منكم اولو الاحلام والنهي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم...) الحديث، ونفهم من هذا الحديث الشريف الاّ يصلي خلف الامام الاّ اهل العلم والفضل قدر الامكان، حتى يذكرونه إذا سها، ويفتحون عليه اذا اخطأ، ونظن ان تسابق العامة ممن يجهل الكثير من كتاب الله، ولا عنده إلمام كاف باتقان احكام الصلاة والتلاوة، وحفظ القرآن أو بعضه، ان هذا غير مقبول، وقد رأيت كثيرين يتسابقون الى ذلك المكان خلف الإمام وهم على هذه الصفة، فيحدث لدى الامام سهو او خطأ فلا يفتحون عليه، ولا يذكرونه مع قربهم منه، والاصعب لو حدث مكروه للامام فإن احد هؤلاء سيكون عاجزا حتماً عن امامة المصلين. ** واتذكر انه في عدد من المرات كنت ارى شخصا بعينه، لا يلبس حتى الحذاء في رجليه -اكرمكم الله- يعني يمشي حافيا، لكن اذا دخل المسجد قفز الى خلف الامام مباشرة، واظن قياسا على حاله ذاك انه لا يعرف حتى اجادة قراءة الفاتحة، فكيف يحدث هذا؟.. اضافة الى تسابق كبار السن الى ذلك المكان العظيم، ظناً منهم ان كبر سنهم فقط هو المؤهل الوحيد لهم لان يقفوا ذلك الموقف، وما عرفوا ان هناك فرقا بين اماكن الناس في الصلاة، واماكنهم في المجالس العامة، ومجالس العزائم والحفلات، فلكل مقام مقال كما يقال: ** وكنت اتمنى حقيقة لو ان خطباء المساجد ومن ورائهم وزارة الشؤون الإسلامية، يقومون بتنبيه المصلين الى هذه النطقة المهمة بل والشرعية، فالحق احق ان يتبع، حتى لو (زعل) من يزعل، وارجو الاّ يكون بعض الاخوة او لنقل الآباء الكرام الذين يتبرعون للمسجد يخالطهم شعور انهم احق بالوقوف في ذلك المكان لمجرد انهم تبرعوا أو أنهم من (جماعة المسجد). وقفة لفت انتباهي الدور الذي تقدمه واحة العلوم بجدة، والتي قامت وتقوم باستقطاب ابنائنا وبناتنا طلاب المدارس خلال زياراتهم او رحلاتهم المدرسية الى دروس عملية في مهارات التعليم باللعب، ومهارات الذكاء، خصوصا أن المركز قد استقطب الاستاذ احمد الصياد المعروف بقدرته على ادارة الحوارات مع الناشئة، بأسلوبه المحبب للنفس، ومهاراته في تثقيف الجيل الصاعد على المهارات الحسية ومهارات التفكير والاستنتاج والمقارنة، وهي المهارات التي يحتاجها النشء اليوم اكثر من مجرد التلقين.