* يوماً بعد يوم ترتفع أسعار الأدوية في بلادنا، بشكل لافت للنظر، ابتداءً من «البنادول» و«الإسبرين» اللذين لا يستغنى عنهما كلُّ أحد في يومه وليله. وانتهاءً بأدوية ارتفاع ضغط الدم، والقلب، والسكر؛ التي لا يخلو بيت من مريض بأحدها. * فالبنادول والإسبرين كانا إلى وقت قريب بريالٍ واحدٍ للعلبة الاعتيادية، ثم قفزا قفزات سريعة متتالية، إلى أن أصبحا بخمسة ريالات. ويقال مثل ذلك عن بقية الأدوية بلا استثناء. أما أدوية ارتفاع ضغط الدم، والقلب، والسكر، فأسعارها لا يقدر عليها إلا الميسورين. ومعظم المرضى بها فقراء! * ويزيد الطين بلة، ويضاعف حنق الحليم، أن بعض الصيدليات، وخاصة تلك التي انتشرت في طول البلاد وعرضها كانتشار الذباب على الذبيحة الميتة، يحاسبونك على ما اشتريت منهم من أدوية، وإذا بقي لك شيء من الحساب يسيراً أخذوه دون أن ينبسوا ببنت شفة؛ كأنه حقهم. أو ماذا يعني نصف ريال، أو ريال إلا ربعاً، إذا بقي لك، ولهفوه عليك ؟ وإذا طالبتهم به نظروا إليك نظرة شذراء، ولعلهم يردون عليكم : أنت جيعان؟ خذ إذن هذه العَلكة! وتنصرف بكيس الأدوية مكسوف الخاطر، وأنت تقول في نفسك : هذا الناقص! * وهذا الأمر لم يعد حكراً على أصحاب الصيدليات؛ فأصحاب البقالات يفعلون ذلك اليوم أيضاً؛ وهو أمر مرفوض. ولكن المرضى أحوج ما يكونون إلى الرحمة منا جميعاً. ومن صور الرحمة بهم أن نراعيهم بإسقاط الكسور في حسابهم لا أخذ الباقي من الكسور من جيوبهم؛ إن لم نستطع أن نساعدهم بشيء. * أما أسعار الأدوية نفسها، وارتفاعها الآخذ وقتاً بعد وقت في الارتفاع، فلا سبيل إلى خفضها رحمة بالمرضى من آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأولادنا إلا أن تدعمها الدولة؛ وبخاصة أدوية الأمراض المتفشية والمزمنة؛ كارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكر. والناس ينتظرون هذا الدعم من زمن طويل، ولا يفهمون معنى لحبسه حتى الآن في دهاليز وزارة الصحة. ** قبسة: الهم نصف الهرَم. [ علي بن أبي طالب رضي الله عنه ] مكةالمكرمة : ص ب : 233 ناسوخ : 5733335