النجاح لفظ يتلذذ بسماعه الجميع ،ويسعى للوصول إليه كل لبيب. الناس تعلم أن النجاح ليس أمراً سهلاً أو هدفاً يسيراً ؛بل هو أمر شاق في طريق طويل على مركب الصبر مع قلة السالكين ونُدرة الواصلين . ولو لم يكن كذلك لنجح الجميع ؛ النائم والقائم ،والغافل والذاكر والمجتهد والبليد . ولما علم ثُلة من الناس عما يحف النجاح من المتاعب والمشاق وما يتطلبه من الصبر والبذل مع عجزهم عن ذلك ،وبعد التفكير والتدبير قرروا الإبقاء على الاسم (النجاح) وحاولوا اختصار الطريق ولو لم يكن (مشروعاً )للوصول إلى (نجاح موهوم ) في الدنيا (مذموم ) يوم القيامة . وما علموا أن النجاح في الإسلام يرتكز على ركيزتين أساسيتين : الأولى : هدف نبيل (مشروع) . الثانية :طريق سليم (نزيه) . فمن قصد هدفاً غير نبيل أو سلك طريقاً غير سليم فنجاحه موهوم ولو تحقق له ما تحقق من بروز وظهور وجاه ومال وسلطة وقدرة. فالحصول على المال مثلاً هدف مشروع ؛لكن بعض الناس يسلك لتحقيق هذا الهدف طرقاً غير نزيهة ،فقد يحصل عليه من طريق الربا أو الرشوة أو الغش أو غير ذلك فتبلغ أرصدته وحساباته أرقاماً يعجز الحساب عنها ،فيظن المسكين أنه الناجح القدير وما علم أن نجاحه في الدنيا (موهوم) وفي الآخرة (مذموم ). والإضرار بالناس هدف غير نبيل وغير مشروع ،وبعض الناس قد يسلك لذلك طرقاً مشروعة مثل استخدام صلاحية المدير مع موظفيه أو استخدام صلاحية المعلم أو المعلمة مع طلابهم وطالباتهم. فقبل أن تقصد أخي الكريم وأختي الفاضلة هدفاً معيناً فتأكد أنه نبيل ومشروع وقبل أن تسير إليه فتأكد من أنك تسلك طريقاً سليماً ونزيهاً .اللهم إنا نسألك نجاحاً حقيقياً في الدنيا محموداً في الآخرة إنك على ذلك قدير وبالإجابة جدير يا سميع يا عليم .