مما لاشك فيه أن الإسلام أباح العمل للمرأة العمل الشريف كما للرجل هذا العمل الذي يدر عليها دخلاً يضمن لها لقمة العيش الكريم ويحميها بعد الله من التسول من الآخرين ويكون ثمرة دراستها طيلة سنوات تعليمها وليس هنالك نصوص قرآنية تمنع عمل المرأة، والمرأة العاملة في المجتمع هي قيمة مضافة للانتاج القومي فهي نصف المجتمع سواء كان ذلك في مجال التطبيب او التمريض او التعليم او الادارة او في البنوك والمؤسسات الخيرية. ومن فضل الله ان المرأة السعودية حققت الكثير من الانجازات في تعليمها وفي عملها وسبق ان حققت المرأة السعودية نجاحات باهرة وكبيرة في مجال الحياة العملية داخل المملكة وخارجها، وحكومتنا الرشيدة فتحت مجالات كبيرة لتعليم المرأة سواء كان ذلك في مجال العلوم الطبية او الهندسية او الاقتصادية او الادارية وغيرها من مجالات العلوم المختلفة وهي كانت تسعى الى تخريجهم للاستفادة من قدراتهم الفكرية والعلمية والعملية. فالمرأة المتعلمة من الطبيعي ان تكون أماً صالحة في محيطها الاسري وامرأة ناجحة في محيطها العملي فهي نصف المجتمع ولها دورها الفعال في خدمة المجتمع وتنميته وتطويره. ونحمد الله اننا نعيش في مجتمع اسلامي يحكم بشرع الله وسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام تتعلم فيه المرأة وتعمل بعيداً عن الاختلاط ومساوئه ومن هنا فإن الاهتمام من وزارة العمل بتوظيف الخريجات الجامعيات في وظائف تعينهن على ظروف الحياة وتكون مكافأة لهن على اجتهادهن وتخرجهن أمر ضروري ولكن مما يلاحظ أن البطالة النسائية بعيدة كل البعد عن معالجتها وتصل نسبتها ما يقارب ال28 وهي نسبة عالية من بينهن 78 ممن يحملن شهادات جامعية وهو وضع مزرٍ ومحزن في نفس الوقت وهدر لهذه الكفاءات التي انفقت الدولة عليها المليارات. ومن المؤسف ان هذه البطالة وهذا الوضع قد يستمر لسنوات طويلة قد تمتد لعشر سنوات وهي سنوات طويلة تذهب هدراً من عمرهن وتجعل الكثير منهن يصاب بالاحباط وبعقد نفسية وبأمراض الفراغ والوساوس نتيجة الفراغ الذي يعشنه. وإن كنت ارى ان مجالات العمل للمرأة في بلادنا مفتوحة وكبيرة يمكن لوزارة العمل الاستفادة منها في تعيينها وذلك بارغام القطاع الخاص بتعيينهن في المستشفيات والمستوصفات الاهلية والمراكز التجارية كموظفي كاشير وفي بيع الملابس الداخلية للنساء وفي ملاهي الاطفال كبائعي تذاكر وفي شركات الاتصالات في استقبال النساء وفي المدن التي يمكن للمرأة القيام بأعمالها ومن هنا فإنني من خلال هذا المنبر الحر جريدة البلاد أوجه ندائي لمعالي وزير العمل المهندس عادل فقيه بضرورة الاهتمام بدراسة فتح مجالات عمل للمرأة والزام القطاع الخاص بشركاته ومؤسساته ومصانعه بتعيينهم في وظائف مناسبة وملائمة برواتب مناسبة تكفل لهن حياة كريمة ووفق المؤهلات والشهادات التي يحملنها. وان يكون الاهتمام بالسعودة النسائية لا تقل اهمية عن سعودة الوظائف للخريجين فالمرأة فيها المطلقة والعانس والارملة والتي تنفق على اهلها وايجاد وظائف لهن توفر لهن حياة كريمة وتعينهن على ظروف الحياة وتحميهن من مخاطر الفراغ والانحراف الاخلاقي. وهو ما اوضحه وكيل وزارة العمل الدكتور عبدالواحد الحميد بمطالبة القطاع الصناعي بزيادة فرص العمل الوظيفية للمرأة السعودية مبيناً ان العديد من الاسر تعتمد على بناتها في توفير متطلبات الحياة. مؤكدا أن الوظائف الادارية والفنية من الممكن ان تكون بنية عمل ملائمة وتراعي عادات المجتمع وتقاليده مشيراً إلى ان نسبة البطالة بين السعوديات محزنة. وقد اسعدني كما اسعد الكثيرات من السعوديات لتصريح محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي الغفيص عن خطة يجري تنفيذها مع وزارة العمل تهدف الى احلال السعوديات في عدد من المهن التي تشغلها وافدات في تخصصات عدة. فاكس 5426713