26 عاما من مسيرة المرجان الوطني للتراث والثقافة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ، أرست بصمات راسخة في النسيج الثقافي وتأصيل التراث العريق لوطننا ، وأصبح المهرجان بهذه الخبرات والمناخ الرحب مظلة للحوار الفكري الذي يشهد حضورا مميزا من المفكرين والمثقفين من داخل الوطن ومن الأمة بل ومن العالم الخارجي . ولذلك يعد اليوم علامة مميزة ورسالة حضارية وشريان متدفق يسهم في الساحة الثقافية والفكرية الوطنية والعربية ،وأحد العناوين المهمة لدور المملكة الحضاري في تعزيز جسور التواصل والحوار الحضاري تجاه العالم ، وفي نفس الوقت أصبح المهرجان ملتقى رائعا بين مناطق المملكة . ما أكرمها من رعاية ، وما أعظمه من دعم من القيادة الرشيدة ، فهذا المهرجان الأصيل يترجم الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين ونظرته العميقة لأهمية هذا المهرجان كملتقى لأبناء الوطن ثم ساحة فكرية في المحيط الأوسع وبمناخ رحب يتسع للفكر الإنساني الحضاري الذي يعزز التلاقي باعتبار الفكر هو الجسر الأهم لهذا التواصل . فالثقافة هي اللغة الأهم في التطور الحضاري وقيمه وأخلاقياته الإنسانية ، وكل هذا يعكس وعي هذا الوطن العزيز برسالته ودوره الحضاري الإنساني وأهمية الفكر في مسيرة (أمة اقرأ) التي تواجه اليوم تحديات فكرية خطيرة تحاول النيل من هويتها وثقافتها وحشرها في زاوية اتهامات باطلة . ومن هنا تأتي أهمية المهرجان الكبير ، في إيصال رسالة في تعميق العلاقة بين ماضي هذه الأمة وحاضرها وتفاعله مع القضايا الملحة، التي تهم الأمتين العربية والإسلامية، من خلال البرامج والفعاليات الثقافية والتراثية المتنوعة. والذي شهد هذا العام مشاركة يابانية رائعة. وتميز هذا العام بالعديد من الفعاليات، إذ شارك أكثر من 350 مشاركاً في الندوات من مختلف دول العالم اسهموا في إثراء النشاط الثقافي الذي اشتمل العديد من الأنشطة في مدن عدة بالمملكة تناقش محاور ثقافية مختلفة. إن الحديث عن المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) يتسم دائما بالحميمية ، فلقد حقق أجواء رحبة وصافية لأبناء الوطن في كافة المناطق للتواصل والاندماج والمشاهدة الحية لعروض المناطق،من خلال مشاركتها كل عام بفعاليات متنوعة ، لتنصهر العادات والتقاليد ، وهي مشاركات ثرية اتسعت بمشاركات مهمة للوزارات ، وهكذا تلتقي كل التفاصيل الجميلة لحياتنا الاجتماعية وعاداتنا على أرض الجنادرية . أيضا انتهج المهرجان نهجا طيبا وسنة حميدة في تكريم الرموز من أبناء الوطن الذين تميزوا بالعطاء في خدمة دينهم ومليكهم ووطنهم ، وقد سعدنا هذه الدورة بتكريم عالم فذ من علمائنا الأجلاء وهو فضيلة الشيخ الدكتورعبد الوهاب أبو سليمان شخصية المهرجان لعام 1432ه/2011م، وهو تكريم في محله من مهرجان عريق ، فالدكتور ابو سليمان عالم كبير، ومفكر قدير، ورمز من رموزالوطن وعلم من ابرز فقهائه العظام ، وقامة فكرية أسهمت في نشر الثقافة الشرعية المستنيرة المعاصرة ليكون أحد أقطابها،وما أسهم به من علم نافع غزير ودراساته العميقة عن مكةالمكرمة والحرم المكي الشريف. إن المهرجان الوطني للتراث والثقافة يكتسب عاما بعد عام حضورا وتأثيرا في الساحة الفكرية والثقافية ، وتتعاظم رسالته تجاه هوية هذا الوطن ورسالته ودوره ، متمنين لأهدافه كل النجاح ، وليتنا نقتبس من أهداف المهرجان ما يثري الساحة الثقافية على مدار العام ، وتأصيل روح الحوار الفكري الإيجابي بما يعزز وحدة أبناء هذا الوطن وتلاحمهم في الذود عن الهوية العربية والإسلامية والثقافة الإنسانية التي تبني جسورا حضارية في هذا العالم المتغير. •حكمة : ما من أحد يستطيع إيذائك سوى نفسك للتواصل : 6930973 02