أن نسبة "العقم وعدم القدرة على الإنجاب" تصل إلى خمسة عشر في المائة من الأزواج وهذا يعني أن الزوجة غير قادرة على الحمل بالرغم من أنها تعيش مع زوجها وتعاشره مع عدم استخدام أي نوع من موانع الحمل لمدة سنة أو أكثر من الزواج. ومع أن سبب العقم هنا قد يكون الرجل في حوالي نصف هذه الحالات إلا أن الكثير من الرجال يرفض تحليل حيواناته المنوية مستندا إلى انه لا يشكو من ضعف في الفحولة وهناك فرق بين الفحولة والخصوبة!!!! ضعف الخصوبة يؤدي إلى عدم القدرة على الإنجاب وذلك بسبب إنتاج منخفض من الحيوانات المنوية أو حيوانات منوية مشوهه أو غير قادرة على الحركة أو أن يكون هناك عقبات تحول دون وصول الحيوانات المنوية. هناك الكثير من الأمراض والإصابات الناجمة عن المشاكل الصحية المزمنة، ونمط وطرق الحياة وعوامل أخرى يمكن أن تلعب دوراً في عقم الرجال. صعوبة الإنجاب دائما ما تكون مرهقة ومحبطة، وتؤثر على نفسية الزوجين خاصة أن العلاجات المتوفرة قليلة ودائما ما تشمل الزوج والزوجة. لحدوث الحمل لابد من فهم عملية خصوبة الرجل فهي عملية معقدة تنتهي بإنتاج الحيوانات المنوية السليمة التي يمكن أن تصل وتخترق وتقوم بتخصيب البويضة. بعد فترة البلوغ تقوم الأجهزة التناسلية الذكرية بإنتاج الحيوانات المنوية السليمة ولابد أن تعمل الخصيتين بشكل صحيح إضافة إلى إنتاج هرمون الذكورة " التستوستيرون " وغيره لتشغيل وصيانة إنتاج الحيوانات المنوية. العدد الطبيعي للحيوانات المنوية أكثر من 20 مليون كل ميليليتير وعند توفر هذا العدد من الحيوانات المنوية وكانت الحركة أكثر من 60 بالمائة والشكل طبيعي يحصل الحمل وذلك بتلقيح البويضة. أما إذا كانت الحركة (حركة) أو الشكل (مورفولوجي) الحيوانات المنوية غير طبيعية فتصبح غير قادرة على الوصول إلى أو اختراق البويضة وتلقيحها. ومن أسباب مشاكل الخصوبة لدى الرجل دوالي الخصية هو تضخم الأوردة التي تصب في الخصية وهذا قد تغير من درجة الحرارة الذي تؤدي إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية وتؤثر سالبا على الحركة. الالتهابات المزمنة والحادة لها تأثير مباشر على العدد والحركة والشكل ومن هذه الالتهابات مرض الكلاميديا والسيلان؛ التهاب البروستاتا والتهاب الغدة النكفية والالتهابات الأخرى مثل التهابات المسالك البولية أو الأعضاء التناسلية. وجود أجسام مضادة تهاجم الحيوانات المنوية. الأمراض السرطان والأورام يمكن أن تؤثر على الجهاز التناسلي الذكور مباشرة، أو يمكن أن تؤثر على الغدد التي تطلق الهرمونات المتعلقة بالإنجاب (مثل الغدة النخامية) كما أن فشل الخصيتين أحدهما أو كلاهما خلال النمو الجنيني والبقاء في البطن بدلا من النزول إلى كيس الخصيتين (الصفن). الخلل الهرموني ويكون العقم نتيجة اضطرابات في الخصيتين. عيوب مجرى السائل المنوي ويمكن أن يحدث تلف هذه الأنابيب التي تحمل الحيوانات المنوية بسبب المرض أو الإصابة أو تكون نتيجة عيوب خلقية. بعض الأدوية مثل الهرمونات العلاجية البديلة، واستخدام الكورتيزون أو الستيرويد وأدوية السرطان (العلاج الكيميائي)، وبعض المضادات الحيوية وبعض الأدوية قرحة المعدة وبعض الأدوية الأخرى يمكن أن تضر بإنتاج الحيوانات المنوية، وانخفاض خصوبة الذكور. الأسباب البيئية يمكن أن تقلل التعرض المفرط لبعض العناصر البيئية مثل الحرارة والمواد السامة والمواد الكيميائية. أستاذ علم أمراض النساء والولادة. كلية الطب جامعة الملك عبد العزيز بجدة.