تكلمنا في الحلقات الماضية عن وسائل الإعلام في الولاياتالمتحدة، وتعرفنا كيف وأن الصهاينة يمتلكون الكثير منها، ولأهمية الموضوع وددت أن أدرس الموضوع بقليل من التوسع لكي يدرك القارئ كيف وأن اليهود الصهاينة يضللون الرأي العام العالمي، ويؤصلون فيه كره الإسلام والمسلمين، ويظهرون أن دولتهم هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وهي التي تطبق العدالة بين المجتمع اليهودي، في حين أن العرب والمسلمين أناس متوحشون ارهابيون، وأن دين الإسلام هو دين أرهاب، في حين أن العكس هو الصحيح، وسوف أثبت هذا في المقالات القادمة بإذنه تعالى. ولو رجعنا إلى وسائل الإعلام في الولاياتالمتحدة وغرب أوربا لوجدنا أن الصهاينة هم الذين يمتلكون معظمها، ولمنظمة الإيباك في الولاياتالمتحدة دور كبير في توجيه وسائل الإعلام هناك، إذ نجدها متغلغلة كالأخطبوط في وسائل الإعلام المختلفة، إذ لها دور كبير في صهينة الإعلام الأمريكي، إذ تقوم هذه المنظمة بوضع الخطط الإعلامية لكثير من الصحف الأمريكية وتوجهها حسب مصالح دولة إسرائيل، إذ تزودها بالعناوين والمواضيع التي تريد ايصالها إلى الرأي العام الأمريكي، وتلعب دورا كبيرا في عقد الصداقات مع الكتاب والمحررين ومراسلي الصحف كي توجههم الوجهة التي تريد، كما أنها هي التي قامت بتأسيس مجلس الطوارئ في الأربعينيات من القرن الماضي، وأسندت رئاسته إلى وايزمان، حيث انبثقت منه ثلاثة ثوابت ارتكزت عليها خطط المنظمة في توجيه الإعلام الأمريكي والعالمي وهي كالتالي: 1/ يجب أن نركز اعتمادنا على قاعدة عريضة من الرأي العام. 2/ نذكركم بالحكمة القديمة لا تضعوا مستقبل حركتنا تحت رحمة الأشخاص مهما كانت صداقتهم وأهميتهم). 3/ اكسبوا أصدقاء في كل مكان. وحينما نرجع إلى كتاب الأستاذ إياس خضير البياتي (يورانيوم الإعلام) نجده يذكر أن اليهود يمتلكون في أوربا في عام 1965 سبع وكالات للأنباء و (114) صحيفة دورية منها 3 صحف يومية وجريدة شبه يومية و 14 جريدة أسبوعية، وكذلك مجموعة من أنصاف الشهريات إذ نجد في بريطانيا وحدها بأنهم يمتلكون 5 وكالات أنباء إحداها (جويش كرونيكل نيوز) وكذلك 6 صحف أسبوعية منها جويشن أوبزرفر، والجويشن كرونيكل، و 3 صحف نصف شهرية و 6 صحف كل شهرين و 9 فصليات و 5 دوريات و 5 سنويات، أي مجموع الصحف 45 صحيفة. أما في الولاياتالمتحدة فنجد أن الصهاينة يسيطرون على أبرز وأهم الصحف والمجلات الأمريكية، إذ نجد أن صحيفة نيويورك تايم والتي بدأت عملها عا م1851 قد تعرضت لمعاناة مالية اضطر أصحابها لعرضها للبيع مما جعل اليهودي (أدولف لوكس) لشرائها وأضحت هذه الجريدة منذ تلك الآونة حتى الوقت الحاضر جريدة يهودية صرفة، أما الآن فهي تحت سيطرة اليهودي (سالزبيرجر) وجريدة (الواشطن بوست) تعد من أهم الجرائد التي تؤثر في الرأي العام الأمريكي ولها دور خطير في الانتخابات الرئاسية وانتخابات أعضاء الكونغرس وانتخابات المجالس المحلية وكانت هذه الجريدة تعود ملكيتها إلى أسرة (ماكلين) وكان اتجاه الجريدة يسير عكس ما تشتهيه رياح الصهيونية، الأمر الذي دفع المعلنين اليهود بالإحجام عن إعلاناتهم عنها مما أدى إلى افلاسها، وهنا برز اليهودي (بوجين ماير) عارض شراء الصحيفة وتم له ذلك بمبلغ زهيد، ثم بعد ذلك عادت الإعلانات اليهودية إليها، وأضحت الجريدة منذ تلك اللحظ يهودية صهيونية ويرأس تحريرها اليهودي (كاثرين جرهام) الآن). أما جريدة وول استريت جورنال التي تعتبر من أوسع الجرائد انتشارا في الولاياتالمتحدة إذ يبلغ عدد النسخ التي توزعها يوميا أكثر من مليوني نسخة وتعود ملكيتها لليهودي (بيتر كان) ويتكون كادرها من اليهود خاصة الرئيس التنفيذي، أما صحيفة نيويورك ديلي نيوز ومجلة التايمز وصاحبهما جون مايرس وصحيفة كريستين ساينس مونتور والتي تصدر منذ عام 1908 في مدينة بوسطن، وصحيفة بالتيمور سن المرتبطة بالأوساط المالية، إضافة إلى صحفة أخرى مثل لوس انجلوس تايمز وسان فرنسيسكو كرونيكل، ومجلات أمريكية مثل لايف ونيوزويك، وبيرتس، و فورين أفيرز، ومعظمها لها ارتباط بالمنظمات الصهيونية في الولاياتالمتحدة وعلى رأسها (منظمة الإيباك). ولمزيد من التفاصيل راجع كتاب (يورانيوم الإعلام د. إياس خضير البياتي. وكتاب الصحوة – النفوذ اليهودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية لديفيد ديوك، ترجمة د. إبراهيم يحيى الشهابي، و المتلاعبون بالعقول: هربرت شيلر، ترجمة عبدالسلام رضوان، و أرقام تحكي العالم: لعمرو توفيق. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة [email protected]