تغير نمط الحياة على الأرض وأصبحت البشرية تعتمد على البترول ومشتقاته في سبيل الحياة حتى في توفير الغذاء مما جلب مع هذا التغير مخاطر كثيرة تهدد صحة الإنسان والبيئة ومصادر الحياة ( الماء، الهوا والتربة) بفعل تعمق مخاطر تلوث البيئة نتيجة الاستخدام المفرط لمصادر الطاقة ومنها البترول ، وفي نفس الوقت توجد تحديات خطيرة قد تؤدي إلى تراجع الاقتصاد العالمي وبالتالي تراجع مسيرة تطور الحياة البشرية ، وهذا ما يدعونا جميعا وخاصة المهتمين بأهمية ومخاطر وتحديات البترول في الوقوف عليه بجدية من أجل استغلال البترول بشكل يؤمن ضمان تطور التنمية المستدامة بسبب اشتعال آبار النفط في ليبيا بسبب الثورة الليبية وقبلها حرب الخليج سابقاً أصبحت منطقة العالم العربي والمناطق المجاورة لها مناطق كوارث بيئية. ومن هنا فإن اشتعال هذه الآبار يمثل مصدراً متواصلاً للنيران والدخان والتلوث واللذان يستمران فترة طويلة حتى وان استمر الاطفاء ومكافحة النيران وان المواد البترولية هي مجموعة من المواد جميعها ومنها المواد الكيميائية المسببة للحساسية والالتهابات الرؤية والجهاز العصبي والتنفسي والهظمي ومنها ايضاً بعض المواد التي تسبب قدراً من الخلل في الجينات الوراثية اضافة الى الآثار التراكمية والتي قد تسبب السرطان وهذا يعني اننا قد نستقبل اجيالاً يسودها الخلل والمرض في الوقت نفسه، فإشتعال آبار البترول قد يسبب سحابة سوداء هائلة من الادخنة تتركب من ثاني اكسيد الكربون واكاسيد النيتروجين والهيدروجين والكربونات المعلقة وكميات هائلة من المواد المتطايرة تمثل من 01-05% من الزيت المتطاير، وسوف يصل التلوث البيئي الى ملايين من الاطنان من مركبات الالدهيدات والبنزين واول اكسيد الكربون واكاسيد النيتروجين والكبريت والمواد الاخرى الضارة.. ونظراً لإرتفاع نسبة الرطوبة في منطقة الخليج فان ذلك يساعد على سقوط امطار بها جزيئات الهيدروكربونات ويسمى ب«المطر الاسود» او «المطر الحامضي» ويؤثر على البيئة النباتية والتربة والمياه السطحية. وبفعل الرياح يسقط مثل هذا المطر على بلاد اخرى مجاورة ليست لها علاقة بالتلوث الحاصل في تلك المناطق البعيدة وان الآثار المتوقعة من هذه الكارثة البيئية غالباً ما تولد العديد بسبب الانفجار التي تحدث في الحروب وتنتج مواداً مثيرة للعواصف الرملية بشمال الخليج تتحد كيميائياً مع الغازات البترولية من الحرائق الامر الذي يؤدي الى آثار مدمرة على المناخ ليس في المنطقة فحسب بل الهند والمناطق المجاورة الاخرى، وان السخونة الناتجة عن حرق الآبار تخلق نظام ضغط عالي جداً سيغير حتماً اتجاه الرياح الموسمية المصحوبة بالامطار الغزيرة جنوباً عكس مسارها الطبيعي وكل هذه الاضطرابات والتغيرات تؤدي الى تغير المناخ محدثة كوارث هائلة وتغير اتجاه الامطار بالذات في المناطق التي بها نقص في الامتداد الغذائي وهو ما قد يؤدي الى« المجاعة مثل ما يحدث في بعض المناطق الافريقية وأثيوبيا.وتتأثر ايضاً المناطق الاخرى في الخليج العربي والجزيرة العربية مثل اليمن وعمان والسعودية باتجاه الامطار الى مناطق اخرى غير هذه المناطق وينعكس ذلك على المناطق الزراعية وتصاب بالجفاف مما يهدد الامن الغذائي لهذه المناطق. وقفة: أيتها البيئة : تصنف التأثيرات البيئية لمصادر الطاقة التقليدية على اساس مدى هذه التأثيرات اقليميا وعالميا .كذلك تصنف هذه التأثيرات علي اساس فترة تأثيرها من تأثيرات قصيرة الاجل , ومتوسطة الاجل, وطويلة الاجل مهم جداً للاجيال القادمة. [email protected] أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى بمكة المكرمة مستشار الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة