نقول أو نردد عبارة (مال سايب) عندما يرى أو يسمع بعضنا عن تجاوزات تكون واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج إلى اجهزة إلكترونية توضحها لانها واضحة واضحة واضحة وتحدث على أرض الواقع ويتحدث الناس عنها وعن ابطالها وهذه التجاوزات تؤدي الى هدر مال عام في امور لم تأخذ الدراسة الكافية الوافية أو أن دراستها كانت فقط من أجل مصلحة خاصة فعلى سبيل المثال الهدر الذي يحدث في المخططات السكنية سواء الحديثة او القديمة فمن المعروف ان هناك نسبة 33% من مساحة اي مخطط تكون للمرافق ومعروف ان المخطط السكني لا يحتاج الى شوارع في عرض 40 او 50 او 60م لأن وجودها داخل المخطط لا فائدة منه غير هدر للمال من خلال السفلتة والانارة والصيانة وتغيير اسفلت وتغيير الارصفة ويكون فيها خطورة على السكان لانها تغري قائدي المركبات بالسرعة وعندما تسأل لماذا كل هذه الشوارع العريضة السريعة داخل تلك المخططات لا تجد جوابا شافياً. وقد تتعجب عندما تسمع من يقول لك هذه مقابل النسبة التي تؤخذ من المخططات وكأن النسبة مخصصة فقط للشوارع الفسيحة التي تساعد في زيادة اسعار قطع الأراضي الواقعة على تلك الشوارع التي يقال عنها شوارع تجارية مع انها شوارع خطرة على المارة وجزء بسيط من تلك النسبة تؤخذ للحدائق والمواقف وتكون مواقعها في الجبال او في المنحدرات الخطرة في المخططات فيصعب انشاء المرافق عليها فأتى بعد مدة من يُطبق عليها او تُصبح مكاناً لتجمع النفايات. اما الاراضي التي يتم الاعتداء عليها او على اجزاء كبيرة منها كما حصل في مكةالمكرمة وفي منطقة الحسينية على سبيل المثال فإن الامر اخطر من ذلك لان هناك شارعا فيها وكأنه نُفذ من اجل عيون بعض من قام بتسوير مواقع في تلك المنطقة واستطاع ان يحصل على صك استحكام لها او لم يستطع الحصول عليه وإنما فقط قام بتسويرها ومن ثم انشأ بداخلها بعض المرافق وجعلها مُتنفساً له ولعائلته. اعود ويبدو ان امانة العاصمة المقدسة في ذلك الحين لم تقصر هي الاخرى فقامت بانشاء شارع عريض جدا في تلك المنطقة البعيدة وفي مرحلة لم تكتمل فيها المباني ولم يكن بها سكان ولم تصلها المرافق ونفذت ذلك الشارع العريض بالانارة والسفلتة والارصفة ولم تكتف بذلك بل صرفت ملايين هائلة لعمل جسر في العوالي لا يعرف لماذا عُمل ولعيون من عُمل فهو عديم الفائدة الا اذا كان هناك مسؤول في يده الدواة والقلم والمسطرة والبيكار ولا يُريد ان يتحمل عناء الدوران من خلال المنعطف الآخر ومن اجل عيونه نُفذ ذلك الجسر الطائر. ان مثل هذه التصرفات ونحوها تُبين سوء تخطيط او عدم الاهتمام بالنتائج المستقبلية التي تحدث من جراء هذا التصرف غير السليم وغير المدروس او التخطيط الذي يجعل الحل بيد هذا او ذاك ومن ثم تتحمل الدولة نفقات وتنفيذ وصيانة لشوارع عريضة في مواقع سكنية هامشية وهو امر مُحير فهل الشوارع الفسيحة في تلك المواقع من اجل عدم مطالبة السكان بمواقف سيارات في الأراضي التابعة لهم أو ان الهدف هو رفع قيمة الأراضي لتصبح مكافأة للمعتدين على الأراضي البيضاء. ان منطقة الحسينية حتى في وقت قريب كانت متنفساً لاهل مكةالمكرمة وبقدرة قادر طارت الطيور بأرزاقها فلم يبق فيها شبر الا وتم استخراج صك احياء عليه او تسويره بسور عظيم فمن كان السبب وراء ما ذكر ومن المخُطط والمُنفذ لمخططات بتلك الشوارع الفسيحة في الحسينية وفي غيرها. لقد كان ينبغي محاسبة من تسبب في مثل هذه الامور فإن لم يحدث ذلك فإن من حق اي انسان ان يردد عبارة (مال سايب) ونزيد عليها إذا لم يُحاسب المستفيد فإن تركه يعلم السرقة لغيره!! والله المستعان