* اليوم الذي يمضي ليس بالضرورة أفضل من الغد الذي يأتي، والغد الذي يأتي ليس بالضرورة أن يكون أفضل من اليوم الذي مضى، فهناك دائماً (حالة نفسية) وذكريات خاصة تجعل من تفكيرك (ترمومتراً) يقيس الماضي، والمستقبل، ويُقارن بينهما،فإذا كان غدك أفضل من أمسك فإن غيرك على عكسك: أمسهم أفضل من غدهم.. ولأننا ننسى نعتقد أحياناً أن الماضي أفضل من المستقبل، ولأننا نتفاءل أحياناً نظن أن المستقبل أفضل من الماضي.. والإنسان مشدود للماضي، مُتطلّع للمستقبل، وهو بين الماضي، والمستقبل يعيش في دوامة هو بطلها، وهو ممثلها، وهو صاحب الحق في أن يرى الأمور كما تُصورها نفسه، ومشاعره، وليس كما يُصورها غيره.. وإذا لم يعجبك الحال، حالك، وحال من حولك فلا تخرج لسانك دفعة واحدة باتجاه كل ما يجري لك، وما يجري حولك فهذا أسلوب الضعفاء.. وإذا لم يعجبك شيء وتظن أنه لا يوجد شيء على الاطلاق سيعجبك اليوم، وغداً فلا تضرب رأسك في الجدار، ولا تفكر في ضرب رأس غيرك بالجدار فسيقولون عنك أحمق.. وإذا وجدت أن حاسة الجمال عندك قد انتقلت بالكامل لحاسة القبح فلا تيأس من رحيل الجمال، وحلول القبح، وتنغمس في كل ما هو قبيح مطلق.. وإذا فقدت قدرتك على تمييز الأشياء فلا تضع نفسك في موقف الإحراج فيكفيك أن تومئ لها برأسك دون أن تسميها فيعتقد من يراك أنك على دراية تامة بها، وإنك حكيم زمانك بدليل ما قمت به من حركة بالرأس، ويستحسن أن تتبعها بحركة من اليدين، ذات اليمين مرة، وذات اليسار مرة.. وإذا قفزت أحلامك على واقعك فلا تجعلها تدوس عليه "لا مانع من أن تجعلها تضغط عليه"، فإذا تخلصت من أحلامك، وعدت إلى واقعك كنت سليماً، معافى.. وإذا انتشر الخوف بين ضلوعك وطغى على تفكيرك فلا تستسلم له نهائياً، واعتبر نفسك تخوض الجولة الأولى، وأنك خسرتها لكن من المؤكد أن أمامك جولات أخرى لو كنت صاحب عزيمة لكسبتها وعلى هذا الأساس عليك أن تعيش.. وإذا خذلك أقرب الأشخاص إليك فليست هذه نهاية العالم كما يقول بذلك مدربو كرة القدم حينما يخسرون البطولات، وعليك أن تستمر في الملعب بصرف النظر عما يقوله النقاد، والجمهور، والحياة، غالب ومغلوب.. ولأن الحياة (غالب، ومغلوب) فلا تستسلم لأي إحباط تتعرّض له في مشوار حياتك سواء جاء هذا الإحباط مدروساً، أو عشوائياً.