في مشهد الانتخابات المصرية تتجه الانظار إلى السباق المحموم في فرز الاصوات التي فرضت ترتيب اسماء المرشحين للرئاسة والذين بلغ عددهم 13 مرشحاً . في حين اتجه 25 مليون ناخباً للتصويت من بين 51 مليون يحملون بطاقات انتخابية. وقد تمكن أحمد شفيق من احتلال المركز الأول في قائمة الفائزين مع بداية الفرز الذي بدأ مساء أمس الأول. في حين جاء أبو الفتوح في المركز الثاني ومحمد مرسي في المركز الثالث وعمر موسى في المركز الرابع. إلا أن النتيجة سرعان ما تغيرت بعد منتصف الليل بتوقيت القاهرة لتقفز بمرشح الأخوان المسلمين محمد مرسي إلى الرقم الأول يليه أحمد شفيق لتستمر النتيجة متقاربة بين الأثنين ومتباعدة مع بقية المرشيحن ماعدى حمدين صباحي الذي احتل المركز الثالث وفي حال إعلان النتيجة الرسمية على ضوء مسار الترتيب فإن توعقات بفوز شفيق ومرسي سوف تفرض منافسة على مرحلة الإعادة بين الأثنين في مرحلة قد تغير موازين كل التوقعات من خلال التحالفات . وكان المصريون بدأوا الأربعاء الإدلاء باصواتهم لاختيار خليفة الرئيس المخلوع حسني مبارك في اول انتخابات تعددية في تاريخهم لا تعرف نتائجها سلفا. وطيلة يومي الاربعاء والخميس، وقف الناخبون في طوابير امام مراكز الاقتراع في القاهرة ومختلف المحافظات فيما بدا من الصعب التكهن بأي مؤشرات لنتائج التصويت بسبب احتدام المنافسة بين المرشحين الخمسة الرئيسيين. وحقق الاخوان المسلمون وهم اكثر الجماعات السياسية تنظيما في مصر مكاسب في الانتخابات البرلمانية السابقة وشكلوا أكبر كتلة في المجلس. ولجماعة الاخوان التي تشكلت قبل 84 عاما قاعدة شعبية عريضة رغم انها تعرضت للقمع خلال حكم مبارك وكانت محظورة. ويخشى عدد كبير من المصريين ومن بينهم من اعتبروا ان محور الانتفاضة ضد مبارك الكرامة الوطنية لا الدين من المكاسب التي حققها الاسلاميون منذ سقوطه. ويخشى المسيحيون الذي يشكلون نحو عشرة في المئة من تعداد السكان البالغ 82 مليون نسمة ويشكون بالفعل من التمييز ضدهم من ان يؤدي مجيء الاسلاميين الى الحكم الى تهميشهم أكثر. وقال عصام العريان المسؤول الكبير بحزب الحرية والعدالة بعد عمليات الفرز الاولية ان الاخوان واثقون من ان "الرئيس المقبل لمصر هو محمد مرسي." واذا فاز مرسي بالرئاسة سيهيمن الاسلاميون على معظم المؤسسات الحاكمة في مصر ما عدا الجيش معززين من المكاسب الانتخابية التي حققها زملاؤهم الاسلاميون في دول عربية اخرى العام الماضي. ومازالت سلطات الرئيس الجديد لمصر غير محددة بسبب خلاف حول من يضع الدستور القادم. ويمكن ان يقيد سلطة الرئيس قادة الجيش الحريصون على الاحتفاظ بمميزاتهم ونفوذهم حتى بعد تسليم السلطة الموعود. وتعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة -الذي تولى شؤون البلاد منذ اطاحت الانتفاضة بمبارك في 11 فبراير شباط 2011- بتسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب بحلول الأول من يوليو تموز. وظهرت صفحة في موقع فيسبوك -الذي كان له دور في الحشد الجماهيري لإسقاط مبارك- عنوانها "أنا أول شهيد للثورة لو موسى أو شفيق نجحوا" في اشارة الى عمرو موسى الذي شغل منصب وزير الخارجية تحت حكم مبارك والى شفيق اخر رئيس للوزراء في عهده. (اعداد أميرة فهمي للنشرة العربية - تحرير عماد عمر - هاتف 0020225783292)