فشل مسلسل «بيني وبنيك» في جزئه الرابع في الوصول للجماهير ومحاكاة نجاح جزئه الأول، على رغم حضوره في صورة مختلفة تماماً وبلوحات متعددة للحلقة الواحدة وبنجوم جدد، فالتغيرات لم تسهم في إضافة البريق للعمل ولم تعطه الصورة التي بحث عنها منتجه حسن عسيريوغاب العمل عن أحاديث المتابعين إلا في صور بسيطة جداً على عكس عدد من الأعمال السعودية الكوميدية مثل «طاش ماطاش» الذي تعرضه «MBC» أو مسلسل «سكتم بكتم» الذي تعرضه القناة الأولى. فأحاديث الجماهير اقتصرت على صور النقد الحادّ للعمل ومطالبة القناة بالبحث عن عمل قادر على إظهار مواهب سعودية جديدة تضيف للكوميديا المحلية وتسهم في تطويرها على عكس ما قدمه «بيني وبينك»، إذ يقول محمد عبدالعزيز في مدونته الخاصة بموقع ال «فيس بوك»: «من المؤسف أن ينسب عمل مثل «بيني وبينك» للكوميديا السعودية، تابعنا العمل في جزئه الأول ولم ننكر نجاحه وأبدينا اهتمامنا، لكن يبدو أننا أسهمنا في اقناع القناة بالاستمرار في عرضه أياً كان مضمونه، فالجزء الرابع استمر في تقديم مشاهد لم تحوي سوى «التهريج» المخجل على غرار ما تم تقديمه في الجزئين السابقين». وأضاف: «أتعمد ذكر رأيي من خلال موقع الفيس بوك بهدف نقله لقراء من العالم العربي والتأكيد على أننا كسعوديين لا نتابع العمل ولم نضحك يوماً على ما قدّمه ولا نعتبره جزءاً من أعمالنا أو ثقافتنا، هو مفروض علينا تماماً كما يفرض على المشاهد في العالم العربي». بينما يظهر المدون -على الموقع ذاته- بدر الجميح بلغة أكثر حدة إذ يقول: «أستغرب إصرار عدد من الصحف وتقارير منسوبة لمسؤولين في قناة «mbc» على تكريس فكرة نجاح مسلسل «بيني وبينك» فهل يعتبرون متابعة أبطال العمل ومنتجيه له نجاحاً، عدد من وسائل الإعلام تخصص عناوين مطولة للحديث عن نجاح للمسلسل لا أعرفه ولا أراه «بيني وبينك» لم يكن يوماً محلاً لثناء المتابعين أو اهتمامهم، كل ذلك الإصرار على إلصاق صفة النجاح به -رغماً عن المتابعين- يدعم رغبتي في ترك الأعمال السعودية بالكامل حتى الناجح منها، لأن أراء الجماهير لم تعد تعني القائمين على القنوات بدليل الإحصائات الوهمية التي باتت تطالعنا بها الصحف يوما بعد يوم وتفرضها كواقع علينا من دون قناعة منا». بعض الإعلاميين لم يذهبوا بعيداً بأرائهم فالناقد في صحيفة الوطن محمد السحيمي يتفق مع الكثير من أراء الجماهير إذ يستغرب الإصرار على استمرار العمل لأربعة أعوام ويضيف: «ما بني على فاشل فهو فاشل، بيني وبينك لم يقدم أكثر من «أمية» كوميدية مخجلة، وسطحية يصعب معها احترام المضمون، فمعالجة قضية مهمة مثل الإرهاب مثلاً يستحيل أن يتم تسطيحها كما تم في «بيني وبينك»، الأمر لا يقتصر على قضية الإرهاب بل على أكثر من قضية تناولها المسلسل». ويضيف: «علاء حمرة كاتب العمل من أقرب أصدقائي وهو إنسان مثقف أستغرب أن يوافق على أن ينسب نص كهذا له، وأنا على يقين بأن العمل تم تعديل مضمونه من دون موافقة كاتبه ليخرج بهذه الصورة المخجلة، وهو ما ينطبق تماماً على فنان كبير مثل راشد الشمراني الذي جاء حضوره ضعيفاً في العمل، الأمر المؤسف حدوثه خصوصاً وأننا كجماهير أو نقاد كنا ننتظر من فنان كالشمراني الحضور بصورة تزيد من قيمة الكوميديا المحلية لا العكس». ولا يذهب الصحافي بصحيفة عكاظ نعيم الحكيم برأيه بعيداً إذ يقول: «فشل «بيني وبينك» في ثلاث سنوات متتالية على رغم ذلك لا يزال يعرض كل عام وفي توقيت مميز من أيام الصيام، أستغرب رفض القناة إتاحة الفرصة لمواهب جديدة كما فعلوا مع مسلسل 37 درجة الذي أثبت نجاحه وفاز بمتابعة جماهيرية. أرى أن الوقت اليوم بات مناسباً لإتاحة الفرصة لمواهب شابة لتقديم نفسها وتطوير الدارما المحلية». رأي المتابعين والنقاد لا يأتي وحده كدليل على فشل العمل إذ يتجلى الحضور الخجول للحملات الإعلانية ضمن فواصل البرنامج كمؤشر مهم على عجزه عن الوصول للجماهير ما قد يضطر القناة في العام القادم للبحث عن أعمال أكثر قدرة على المنافسة وصنع الفارق.