في الحلقات الماضية تعرفنا على الخطة التي وضعها الصهاينة المسيحيون واليهود لتفتييت العالم العربي والإسلامي إلى دويلات متناحرة حسب المذاهب والأعراق حتى إن ميزانية حلف الناتوا كانت حوالي 225 مليار يورو وأضحت الآن 1970 مليار يورو، وذلك من أجل تكثيف حملاتهم وتنفيذ خططهم السالف ذكرها، وألمحت بأنه من الواجب علينا أن نضع مشروعا مضادا لهذه الخطة. فالصهاينة اليهود والمسيحيون يعملون جاهدين لتحقيق دولة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بإضعاف الدول العربية وتقسيمها إلى دويلات متناحرة حتى تتمكن إسرائيل من ابتلاع دولة تلو أخرى، إذ نراهم الآن يهاجمون كل دولة منفردة على حده، فهاجموا أولا أفغانستان بحجة القضاء على الارهاب ثم بعد ذلك هجموا العراق للقضاء على أسلحة الدمار الشامل كما يزعمون، وكانوا يريدون كلما انتهت حرب من دولة وقد تم الاستيلاء عليها يشنون حربا على دولة أخرى ليتم الاستيلاء عليها وليتم تقسيمها إلى دويلات، فمنعا لتكرار هذه التجربة يجب أن يتم حلف يشمل جميع دول العالم الإسلامي والاعتداء على أي دولة من دوله يكون اعتداء على جميع الدول الإسلامية تقوم بالدفاع والزود عنه، وذلك مثلما رأينا حينما شعرت الولاياتالمتحدة ودول غرب أوربا بخطورة الاتحاد السوفيتي سابقا على دولهم اتحدوا في حلف عسكري مكونين حلف الناتو لكي لايستطيع الاتحاد السوفيتي أن يبتلع أي دولة أوربية مجاورة له، أو الاعتداء عليها لأن الاعتداء على أي دولة أوربية اعتداء على جميع دول الحلف، وحينما تفتت الاتحاد السوفيتي أضحوا خائفين من روسيا الاتحادية وجعلوا يساندون الحلف ويضمون دول أوربا الشرقية إلى الحلف حتى أضحى حلف الناتو من أقوى التكتلات العسكرية في العالم، ونحن تجاه هذه المكائد يجب أن نحمي أنفسنا ، وحري بنا أن نشتري السلاح ونقوي جيوشنا لأنه من الضرورة بمكان أن تمتلك جيوشا سلاحا متطورا ندافع به عن أنفسنا، إذ نجد حسب الإحصائية المنشورة من قبل لجنة الأبحاث في الكونغرس الأمريكي فإن دول الخليج هي أكثر الدول العربية قدرة تسليحية، أما عن مقارنة الجيوش العربية بجيش إسرائيل فهي كالتالي: تمتلك الدول العربية حاليا مليون و 914 ألف و 470 مقاتلا نظاميا، إلى حوالي مليوني رجل، بينما لدى إسرائيل 161 ألف مقاتل نظامي، يرتفع العدد إلى 602 ألفا عند استدعاء الاحتياط. عند العرب 17 ألف و 221 دبابة. ثلاثون ألف و 573 مدرعة، 19 ألف 713 مدفعا، 464 طوافة مسلحة، 3269 طائرة قتالية. ولايغيب عن أذهاننا تأثير اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة ودول غرب أوربا من أجل هذا يجب أن نعمل متعاونين كدول إسلامية وأضحت لدينا خبرات متوفرة لبعض الدول العربية والإسلامية لتصنيع مثل هذه الأسلحة لنقيم صناعة حربية متعاونين فيما بيننا كدول إسلامية ، ذلك لأن الصهيونية العالمية وإن فشلت في هجمتها الحالية فإنهم سوف يعاودون الكرة تلو الأخرى كلما سنحت لهم الفرصة في ذلك وإذا بقينا متفرقين فإنهم سوف يكيدون لنا ويبثون الفتن فيما بيننا من أجل إبعادنا عن بعض وإضعافنا أمام خططهم في تقسيم المقسم وتجزأة المجزأ. ومن هنا ولزاما علينا أن نفعل أولا اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين الدول العربية ذلك وأن نعمل جاهدين في إزالة الخلافات بين الدول الإسلامية حتى ينتهي بنا الأمر إلى توقيع حلف يشمل جميع الدول الإسلامية ويصبح الاعتداء على أي دولة إسلامية اعتداء على جميع الدول الإسلامية كما نوقع اتفاقية سوق إسلامية مشتركة بين جميع الدول العربية والإسلامية ونوجه استثماراتنا ومدخراتنا في الدول الإسلامية ، ولو كانت بريطانيا أعطت وعدا لإقامة وطن للعرب في دولة يهودية فما كان من اليهود أن يصنعوا على أقل تقدير أن يقاطعوا اقتصاديا دولة بريطانيا في حين تقدر استمثارات العرب في بريطانيا ب 160 مليار جنيه استرليني، فكان من الأولى أن تستثمر في الدول العربية والإسلامية وعلى الأخص في السودان لتأمين غذائنا اليومي الذي نحن في أمس الحاجة إليه. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة [email protected]