قضية القدس اصبحت بالنسبة لليهود تجارة بائرة لانها بالنسبة للعرب قضية حياة أو موت. وقضية القدس التي ظنوها تجارة بائرة في مزاد الانتخابات هي جوهر قضايا العرب والمسلمين التي قال عنها الرسول عليه الصلاة والسلام إن الله أعطى القدس تسعة اعشار جمال مدن العالم. لماذا يحرص الصهيونيون على إعطاء الوعود بأنهم مستعدون للتفاوض حول كل شيء الا عن مدينة القدس؟ والجواب على ذلك في نظر الحركة الصهيونية هو أن السيطرة على القدس تعطي للمغتصبين فرصة تمويه أهدافهم الحقيقية بستار من الدين والعقيدة لان القدس كانت رمزا في غاية الأهمية بالنسبة للصليبيين في حملاتهم على فلسطين منذ حوالي ثمانمائة عام. فالعدوان الصهيوني مثل العدوان الصليبي متشابهان في ذات الوسيلة انهما يستغلان الدين ليخدما اغراضا اخرى هي السيطرة والاغتصاب والعدوان على اصحاب الحق والأرض والتاريخ في هذه المنطقة من العالم. ولكن الحركة الصهيونية واهمة اليوم كما كانت الحركة الصليبية واهمة في السابق إذ أن القدس هي قلب القضية الفلسطينية وكل الأحداث الكبرى المتصلة بها هي في نفس الوقت الأحداث الكبرى المتصلة بقضية فلسطين. ويأتي تشبث الحركة الصهيونية بالقدس لتبقى الحركة الصهيونية تجد مبرر وجودها وعدوانها وهو الإصرار على إعادة بناء الهيكل لانه لا يوجد لليهود منذ القرون الوسطى حتى اليوم أثر واضح يزعمون به علاقاتهم بفلسطين غير الهيكل الذي لم يتركوا ساعة منذ الاحتلال عام 1967م حتى اليوم إلا وهم ينقبون للبحث عن اثاره بلا جدوى. ولكن القدسالمدينة التاريخية العريقة رفضت أن تخضع للتعصب لانها بحكم تكوينها وتاريخها مدينة لا تقبل التعصب فهي مدينة مقدسة بالنسبة لجميع الديانات وتاريخها منذ ألف وثلاثمائة سنة متصلة، وهو تاريخ الحكم العربي الاسلامي الذي ازدهرت فيه الحرية الكاملة للأديان الثلاثة، واخذت المدينة طابعها الحقيقي الأصيل والنهائي وهو الطابع العربي بينما في الحكم اليهودي لمدينة القدس عن حوالي (300 سنة) في التاريخ القديم متفرقة غير متصلة. وهناك حقيقة تاريخية لابد من تسجيلها بعيدا عن التعصب والمفاخرة، وهي انه في ظل الصليبيين اقيمت في القدس المجازر للمسلمين ولليهود وبعض المسيحيين في ظل الحكم العسكري الاسرائيلي القائم اقيمت المجازر للمسلمين والمسيحيين، ولم يسد السلام الحقيقي ربوع المدينة المقدسة كما ازدهرت الحركة الدينية فيها إلا في الحكم العربي والاسلامي. ولان الحركة الصهيونية تقوم بحججها في الأصل حول التمسك بالقدس على أسباب تاريخية، ولانها حاولت وتحاول تزييف التاريخ وخداع العالم بأن تاريخ اليهود متصل بها، التاريخ منذ فجر التاريخ، وانهم أكثر الشعوب التي حكموها لأطول فترة من الزمان من أجل ذلك كان لابد من عودة سريعة لتاريخ القدس الذي ينفي هذا التزوير وهذه الادعاءات الباطلة المفتراه. مدير عام وزارة التخطيط/ متقاعد فاكس 6658393