التجربة "التونسية" وكأنها أيقظت الناس على أهمية وقيمة "الأمن" في حياتهم.. خروج أو "إسقاط" بن علي فتح أبواب "النار" في الأيام الأولى في تونس الخضراء من الذين انتظروا هذه الفرصة لتهديد أمن وسلامة واستقرار الناس في بيوتهم وشوارع بلادهم وأين ما كانوا ووقفنا على حالات الفزع والخوف والقلق من اخواننا التونسيين والضحايا الذين ذهبوا لأسباب "اهتزاز" الأمن في بلادهم.. لقد أكدت تجربة تونس أن الأمن قبل الغذاء فقد كان الناس يتحدثون عبر نداءات من تلفزيون تونس عن ما يتعرضون له من اقتحام واعتداء على بيوتهم وأسرهم من الذين خرجوا عن القانون واعتبروا ما حصل في البلاد فرصة لتنفيذ مؤامراتهم. والمشكلة أن هؤلاء سعوا بل ونجحوا في "تدمير" بلادهم ومكتسباتهم والتي كان من المفروض أن يكونوا أول من يقف للدفاع عنها لكن "الشواذ" تجدهم في كل بلدان الأرض.. لقد تابعنا على مدار الساعة احداث تونس وشاهدنا في الأيام الأولى والتي بدأت منذ صباح السبت كيف هي نعمة "الأمن" وكيف هي "الحرية" وكيف هو "الاستقرار والهدوء والسكينة" وكيف هو الإنسان لا يبحث في حياته الا عن الأمن أولاً ثم يسأل عن الغذاء وبقية مكتسباته مهما كانت .. يوظل الأمن هو الهدف المطلوب في كل زمان وبدونه يبقى الانسان دون استقرار يبحث عن سلامته وطمأنينته ولا يكون ذلك الا بتوفر "الأمن" وقوته وهو أمر متفق عليه في كل زمان ومكان. لقد شعرنا ونحن نرى اخواننا في تونس وقد اخلوا شوارعهم وعادت وكأنها بدون حياة صحراء لا حياة فيها.. شعرنا بأن الحياة بدون أمن لا قيمة لها والا شيء يعدل الأمن والاستقرار والطمأنينة على الناس وأسرهم وممتلكاتهم وحقوقهم فهم بحاجة إلى الأمن أين ما تحركوا وأين ما كانوا.لذلك نسأل الله أن يديم علينا نعمة "الأمن" وأن تزداد هذه البلاد التي حماها الله بوجود الحرمين الشريفين فيها قوة لتوفير الأمن للناس من أهلها والمقيمين فيها ما دامت الحياة.. لقد أكدت لنا احوال اخواننا في تونس كم هو الأمن غالٍ ولا يقدر بثمن ولا يمكن أن تضاهيه كنوز وذهب واموال الأرض..الأمن هو الحياة وهو السعادة وهو المكسب في الدنيا.. الأمن يكفي أولا ثم يأتي "الغذاء" واذا توفر للإنسان أمن وغذاء ومصدر عمل واستقرار واحترام لإنسانيته وتحقيق مطالبه فقد وجد السعادة بكل معانيها.ما أحلى "الأمن" وما ألذه وما أطيبه.. اللهم أدم علينا الأمن في حياتنا أين ما كنا.. الأمن مطلب غالٍ يستحق الشكر لله .