كشف التقرير الصادر مؤخراً عن منظمة السياحة العالمية بالاشتراك مع مجلس السفر والسياحة العالمي عن زيادة حركة التوافد السياحي خلال العام الحالي 2012 بنسبة 3 إلى 4 %لتصل إلى مليار سائح بنهاية العام . وتوقع التقرير أن توفر الأنشطة السياحية فرص عمل أكثر مع زيادة التدفقات السياحية الدولية حيث تدل الأبحاث أن وصول 35 سائحاً دولياً جديداً توفر فرصة عمل مباشرة وفرصتي عمل في القطاعات المساندة كما توقع أن السياح سينفقون حوالي 9 ترليونات دولار خلال العام الجاري. وتتوافر لدى المملكة المقومات السياحية التي تجعل من القطاع السياحي أحد أهم روافد الدخل القومي في البلاد ، في الوقت الذي لا يدخر فيه المسئولون وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين أي مجهود للارتقاء بالمكانة السياحية للمملكة، تأكيداً على ما تمثله السياحة من رافد اقتصادي يساهم في توفير فرص عمل للشباب السعودي . وتكتسب المملكة شهرة سياحية عالمية وإسلامية فتأتي السياحة الدينية في المرتبة الأولى لجذب أعداد كبيرة من زوار المقدسات. وانطلاقاً من هذا الدور كانت المشاركات السعودية في الفعاليات السياحية العالمية من أجل الاستفادة من تجارب الآخرين في المجال السياحي حيث شهدت اجتماعات الدورة الرابعة لوزراء السياحة في مجموعة العشرين بمدينة ميريدا بالمكسيك مشاركة نشطة من جانب المملكة العربية السعودية والتي مثلها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار والذي تحدث عن دور قطاع السياحة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية بالمملكة وتوفير670 ألف وظيفة مباشرة العام الماضي، بلغت نسبة توظيف السعوديين منهم 26% من مجموع العاملين. وأشار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى إسهام القطاع السياحي بالمملكة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تجاوزت 7.2% لعام 2011م، كما يعد ثاني أعلى القطاعات توظيفا للسعوديين في القطاعات الاقتصادية الوطنية, وقد ساهم هذا التوظيف بما نسبته 9.1% من إجمالي القوى العاملة بالمملكة بالقطاع الخاص. ومن جانب آخر وعلى هامش فعاليات الاجتماعات اجتمع الأمير سلطان بوزيرة السياحة بجمهورية المكسيك غلوريا جويفار أمانسو لبحث سيل التعاون بين المكسيك والمملكة في مجال السياحة والاستفادة من التجربة المكسيكية في تأسيس وإدارة وتمويل الوجهات السياحية الجديدة في المملكة، والعمل على استدامة تشغيلها، وكذلك تجربة إدارة مواقع التراث العالمي التي وصل عددها في المكسيك إلى 38 موقعاً. يشار إلى أن اجتماعات الدورة الرابعة لوزراء السياحة في مجموعة العشرين الاقتصادية تحظى بمشاركة واسعة من وزراء السياحة في دول مجموعة العشرين، وعدد من المنظمات الدولية المتخصصة من بينها منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة, وتناولت اجتماعات الدورة عدداً من الموضوعات من أبرزها الأثر الاقتصادي للتنمية السياحية في دول العالم، ودور السياحة في توفير فرص العمل، وغيرها من الموضوعات. وختاماً نؤكد على أن متى نظرت الحكومة إلى السياحة بعين الاهتمام متى وجدنا مصدراً آخر غير النفط وفرص عمل للعاطلين، مع تغيير مفهوم التنزه والتسوق مع زرع ثقافة المتعة والمنفعة في المكان المناسب؛ ووقتها سنجد انحسار طوابير المسافرين في المطار صيفاً لأن وقتها سيكون السائح هو المواطن.