أزف الرحيل وضاقت رحبات أرض ترعرت فوق ثرائها وجلل سواد ذنوبي صفاء شمس لفني دفئ ضوئها فيا حسرتي ماذا قدّمْتُ وقد شارفت أيام الريحل على انقضائها فيا خالقي أنت الكريم بعفوه اغفر ما مضى ونجني من كل كبوة في أيام الباقية وألهمني انتصارا على نفسي وزهداً في دنيا فانية.. تتوالى الايام والليالي والمرء في غفلة من حياته يلهو ويلهث ويسابق العمر لكي يفوز بغنيمة من غنائم الدنيا وينسى او يتناسى أن الغنيمة العظمى مايقدمه لأيام لاينفع فيه مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم فيا غفلة جثمت على نفوس تراخت عن التمسك بحبال النجاة متى يحين وقت الصحوة فالوقت يمضي وليالي الدهر فيها مايضحك ويبكي والجلوس على منابر امل قصير لا تجدي فكل يوم يتجدد نهاره لاتدري بماذا يختم غروبه وإن الفواجع لا تأتي بعلم قبلها لكنها تسرق من الغفلة اسعد لحظاتها فياليت العزيمة توثق بحبالها كل نفس تمنعها عن انشغالها وتأسر بصميمها قلوب الهوى تبعدها عن الردى وتصلح احوالها. كل مافي أيام العمر وان طالت مساحات قليلة بالنسبة لعمر الإنسان وهذه المساحات الضيقة القليلة إن ملأها بالهرولة وراء ملذات دنيوية يغلب عليه الرجوع لمليئها بما يسعده وقت وحدته وهيهات هيهات العودة فكل نفس بما كسبت رهينة . الفائز في حياته من ملأ مساحات عمره بنور يضيء له ايام وحدته فيا خالقي ضعفت وقادني ضعفي الى ظلمات هجرت فيها شكرك وتماديت وسلبني التمادي أن اذكرك ونسيت وغلبتني غفلتي ان اناجيك وسهرت الليالي فسرقتني عن القيام لك فإليك يا إلهي أرفع اكف الضراعة راجيا رحمتك والثبات فيما بقي من العمر على عبادتك اسألك بموجبات رحمتك وعزائم مغفرتك أن تغفر مامضى وتتجاوز يا خالقي عن زلات اللسان وما عقده القلب ونفذه البنان اللهم أغفر وأرحم وأنت خير الراحمين.