لا تلبث قصص المخلوقات الفضائية والأطباق الطائرة القادمة من عوالم مجهولة أن تختفي حتى تعود للسطح مجددا لتنبش الكثير من التساؤلات المدفونة بمدى حقيقة هذه الروايات من عدمها .. وهل بالفعل أن هناك ما يدل على وجود كائنات تحاول اكتشاف كوكبنا ومن يسكنه ؟ لقد لفت انتباهي حديث عالم الفيزياء البريطاني الشهير ( ستيفن هوكينغ ) وهو يحذر من الاتصال بمخلوقات العوالم الأخرى أو محاولة اكتشاف أسرارهم لأن في هذه المحاولات مخاطر جسيمة برغم اقتناعه بوجود حياة أخرى غير الحياة التي نعيشها . في الواقع أنا شخصيا لا أكترث كثيرا لمثل هذه الطروحات ، ولا أهتم ما إذا كان هناك مخلوقات تحاول التماس معنا أم لا .. لأنني وببساطة أعلم جيدا أنهم الخاسر الأكبر لو حاولوا التعرف على طبيعتنا وحياتنا التي سيعجزون عن ترجمتها لواقع نظرا لتخلفهم ، فمهما حاولت هذه المخلوقات المغلوب على أمرها هضم ما ستصطدم به والتعايش معه إلا أنها ستندم على مجرد التفكير بالتعاطي مع بني البشر وسترحل بعد وقت قصير للبحث عن كوكب آخر تستطيع العيش فيه لأننا سبقناهم بسنوات ضوئية وهم ما زالوا يتجادلون حول هل نزل الإنسان على سطح القمر أم أنها مجرد فبركات ... ؟ وبما أن الأمر ما زال في سياق الخيال واللامعقول دعونا ( نشطح ) قليلا لربما استطعنا فتح بعض الآفاق لمستقبل أصدقائنا وجيراننا القادمين من الكواكب والمجرات القريبة وكسب ودهم وتزويدهم بما لدينا تطبيقا لمفهوم الجار قبل الدار . فمن المؤكد أنهم ما زالوا يرتعون في ظلام الجهل والعادات والتقاليد والمفاخرة بالنوق والماعز ، وأن هذا الغزو المزعوم ما هو إلا صدفة فمن غير المعقول أن يتمكنوا من التجسس علينا بكل سهولة !! لنرحب بهم ونسألهم عن كيفية عيشهم ومصادرها ، وهل أسعارهم ميسرة كأسعارنا وبالأخص الطماطم ؟ لنطلعهم على مناهجنا التعليمية ليستفيدوا وتصبح مناهجهم أخف وزنا وأثقل إبداعا وينتهي عصر التلقين لديهم ولا بأس لو أطلعناهم على المعامل التي يقضي فيها الشباب أوقاتهم والاختراعات وكذلك البرامج التي تستهدف فراغهم . ربما سيأتي مسؤولوهم يوما ليكتشفوا ما وصلنا له من منجزات ويطلعوا على خططنا المستقبلية ويعودوا ليقدموا استقالاتهم لأنهم فشلوا في الحد من البطالة بين شبابهم ولم يقدموا لمواطنيهم منظومات تكافلية واضحة ، ولا تأمينات اجتماعية وصحية ذات جدوى . وكلي ثقة أنهم سيهتموا بطريقة استغلال المساحات الشاسعة لدينا وكيفية استثمارها لصالح المواطن وأسلوب التمويل الميسر الذي يكفل له بناء مسكن مناسب له ولأسرته . وسيمطون شفاههم السفلية و يهزون رؤوسهم تعجبا وهم يستمعون لشرح موجز عن دخل الفرد ومواكبته لمتطلبات حياته الراهنة . سينبهرون حتما عندما يلاحظون أن المرأة لدينا تمارس حقوقها في اتخاذ قراراتها دون تدخل من أحد وفق ضوابط شرعية مستمدة من كتاب وسنة بعيدا عن مزاجية أصحاب الأهواء . وسيتعلمون حتما منا كيفية الحوار والموعظة الحسنة واحترام حريات الآخرين دون ( طعن ) أو ترهيب .. فمرحبا بجماعة ( اليوفو ) في كوكبهم الثاني متمنين لهم طيب الإقامة . [email protected]