خلال ستين عاماً تضاعف عدد الحجاج عشرات المرات، إذ كان في عام 1369 حوالي مئة الف حاج، ليصبح هذا العام كما توقع وزير الحج مليوناً وسبعمائة ألف حاج من خارج المملكة، وقرابة ثلاثة ملايين ونصف مليون تأشيرة عمرة تم صرفها من بداية شهر صفر الماضي، فيما بلغ عدد المعتمرين الذين قدموا للمملكة وغادروا عبر مختلف المنافذ مليونين وستمائة ألف، وفي ليلة ختم القرآن ادى صلاة العشاء في المسجد الحرام مليونا مصل، وحوالي 1.5 مليون معتمر، واكثر من مليون مصل في المسجد النبوي الشريف. هذه الزيادة في الأعداد وجدت العناية اللازمة من الدولة، إذ واكبها منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عمل متواصل من وضع الخطط وأنفاق بلايين الريالات لتنفيذ المشاريع التي تعنى بمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وعمارة وتوسعة الحرمين والمسعى والساحات، وتمهيد الطرق وشق الأنفاق وإقامة الجسور وتطوير المطارات والموانئ، وافتتح مؤخراً مشروع تعبئة مياه زمزم واكتمل إنشاء قطار المشاعر، كل هذا من اجل خدمة وراحة الحجاج والمعتمرين. كما عنيت الدولة بمختلف المجالات الأمنية والصحية والغذائية والكهرباء والمياه والاتصالات، وسيجد الحجاج الذين اخذوا في التوافد مع قرب نهاية شهر شوال عشرات الألوف من الكوادر المعنية بشؤونهم قد انتشرت في مختلف المواقع لتكون في استقبالهم مرحبة بقدومهم، حريصة على مساعدتهم متفهمة لظروفهم متجاوزة عن هفواتهم مما يعمق الأثر في نفوسهم، ليكونوا اكثر استيعاباً وتقديراً لكل ما يبذل من جهود، وما ينفذ من مشاريع وما يعمل به من إجراءات، انها لراحتهم وسلامتهم، ولتوفير طيب الإقامة لهم. نجاح إدارة الحج مشهود ويتكرر كل عام والحمد لله، مما يدعو للفخر والإشادة بالأجهزة القائمة على شؤونه، فقد احسنت التعامل مع هذا الحشد الكبير، في هذه المناسبة الفريدة على مستوى العالم، فهي اضافة الى انها متعددة الأبعاد فإنه يزيد من صعوبة ادارتها انها تضم نسبة عالية من النساء والمسنين وفئات مختلفة اللغة متباينة الثقافة، جميعها تؤدي الفريضة في وقت واحد، ويعمد كل من افرادها ان يؤديها وفقاً لمعرفته وقناعته، مما يزيد من الأعباء على هذه الأجهزة التي لا يقابل جهدها الا بالدعاء لها بالتوفيق والثواب. [email protected]