أخي العزيز.. لا تقلق لأن القلق مهلكة للمرء، ودع الابتسامة تأخذ مكانها على شفتيك حتى تنفرج اساريك وتبتهج روحك ويطمئن قلبك، فالابتسامة دواء لكثير من أمراض الجسد والروح معاً، فما دمت هادئاً ومتزناً، وما دمت ممتلئا بنور الإيمان فإن ايّ عوارض مرضية ستوقف نشاطها او تقل حركتها وتضعف ، أما إذا استسلمت لذلك المارد المخيف المرعب المسمّى ب «القلق» فإنك تساهم بشكل فعال في أن يتغلب عليك ويهزمك شر هزيمة.وإنّ من أهم ما يمكن ان يدعوك الى الابتسامة والاطمئنان على مستقبلك هو أن تكون ممن استفاد من العقود المشروعة التي هدى الله سبحانه وتعالى الانسان إليها ضمانا واطمئنانا لمستقبل الإنسان بعد مُضيهِ في العمر وتقاعده عن العمل الوظيفي أو الخدمي المهني أو اي نوع من أنواع العمل المشروعة، ومن هذه العقود والبرامج التي وضعت لخدمة هذا الانسان هو برنامج التأمينات الاجتماعية، هذا البرنامج الذي يخدمك منذ اول يوم عمل في حياتك المهنية أو الوظيفية، لأن التأمينات الاجتماعية لها دور إنساني كبير في إضفاء روح التكافل الاجتماعي لجميع الأفراد المشتركين، فأنت تستفيد وجميع أقاربك واصدقائك وجيرانك وكل أفراد المجتمع يستفيدون من هذه الخدمة إذا كانوا من المشتركين، فحق لك ان تبتسم وتنظر بعين ملؤها الأمل والتفاؤل لمستقبلك بعد وصولك السنّ القانونية للتقاعد ، إنك لن تجد نفسك خارج دائرة الحياة مطلقاً، لأن النظام كفل لك هذه الخدمة ليرسم على شفتيك احلى ابتسامة، فما أحلاها إذا أشرقت جميلة بنور المحبة والاخوة لتقول للآخرين بلسانِ حالك: أنا لن أضيع في خضَمّ هذه الحياة وبحرها المتلاطم مادمتُ أسير جنباً إلى جنب مع هذا المجتمع الإنساني العاقل .. المجتمع الذي يكفل لأفراده أن يعيشوا عيشة كريمة لاتشوبها أية شائبة ولا يكدرها أي مكدر. هذا ما يمكنني قوله بكل صراحة عن التأمينات الاجتماعية في بلادنا العزيزة، ولكنني أسأل بكل صراحة أيضاً، أين الحلول الحقيقية لمشكلة الغلاء المتزايد؟ .. وهل المستحقات الشهرية التي سيحصل عليها ذوو الرواتب الضعيفة مجزية لمجابهة اعباء الحياة بعد بلوغهم سن الستين وبعد ان غلت الاسعار وقلت القيمة الشرائية للريال؟ .. على الرغم أن روابتهم الحالية لا تكفيهم حالياً فكيف سيجابهون مصاعب الحياة غداً بمستحقات شهرية أقل؟ .. أرجو أن أحصل على اجابات وافية لهذا الاسئلة التي طرحها عليّ بعض كبار السن ممن يقبضون رواتب شهرية من التأمينات لا تكاد تغطي جزءاً من مصاريف حياتهم المعيشية.. وحتى نلتقي لكم مني كل المحبة.