لمسنا في الحلقات الماضية كيف أن اليهود ينظمون أنفسهم في مؤسسات لكي يخدموا جماعاتهم الدينية في الولاياتالمتحدة وفي دولة إسرائيل، وأن معظم هذه المنظمات تنسق فيما بينها وتعمل بدون فرض ضرائب عليها، وقد ذكرنا في الحلقات الماضية عددا كبيرا منها لأبين للقارئ الكريم كيف وأن اليهود يعملون متحدين ضدنا ونحن أمة إسلامية ديننا الحنيف يفرض علينا الاتحاد والتعاون فيما بيننا، والنصوص الشرعية في هذا المجال سواء من القرآن الكريم أو السنة لاحصر لها ولكن للأسف الشديد وكأننا اتفقنا على أن لا نتفق، وعدونا يعمل منذ زمن بعيد ويخطط لإقامة دولة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات، لذا وددت في هذه السلسة من المقالات أن أبين للقارئ الكريم الكم الهائل من المنظمات اليهودية التي تعمل في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فكيف لو قمنا بالبحث الدقيق عن المنظمات اليهودية التي تعمل في أوروبا وبقية أنحاء العالم؟ فطالما أن الكلام عن الولاياتالمتحدة فإن البحث بإذنه تعالى سوف يشمل الولاياتالمتحدة لأبين للقراء أنه لايمكننا أخذ حقوقنا وحماية أراضينا من الاستيلاء عليها إلا باتحادنا اقتصادياً وعسكرياً وتجارياً وثقافياً، فاليوم لاعيش بكرامة على هذه البسيطة إلا للأقوياء، وقوتنا في اتحادنا ووحدة كلمتنا، وسوف أرجئ الكلام مفصلا عند الانتهاء من موضوع كيف تحكم أمريكا، وحينما نتابع الحديث عن المنظمات اليهودية التي تعمل تحت ستار القانون الأمريكي نجد بالإضافة إلى ماذكر آنفا في المقالات السابقة مايلي: 10) عصبة مناهضة الافتراء التابعة لبناي برث: وتأسست في عام 1913 وكانت في بداية تأسيسها تهدف إلى حماية وخدمة الأقليات اليهودية في الولاياتالمتحدة، وبعد تأسيس دولة إسرائيل في سنة 1948 أخذت رويدا رويدا تساند دولة إسرائيل وتحاول جاهدة مساعدتها لدى الإدارة الأمريكية، وقد ظهر دفاعها عن دولة إسرائيل بقوة وجلاء بعد حرب عام 1967 إذ أخذت تناهض جميع التيارات التي في الولاياتالمتحدة والمناهضة لدولة إسرائيل والمتحيزة للفلسطينيين والعرب حتى أصبح معظم نشاطها يتركز في مساعدة دولة إسرائيل بعد أن كان جل اهتمامها هو مساعدة الجاليات اليهودية في الولاياتالمتحدة، إذ أخذت تناهض اليمين الأمريكي وكذلك اليسار الأمريكي المناهضين لدولة إسرائيل في تلك الأيام. كما تعمل جاهدة لإيقاف صفقات السلاح مع العرب وأي اتجاه للإدارة الأمريكية لصالح العرب. كما أنها تناهض اليهود المعادين لإسرائيل مثل جماعة ناطوري كارتا وجماعة جوش استريت، كما تعمل للتصدي للمواد الإعلامية المعادلة لإسرائيل سواء كانت في الصحافة أو التلفاز أو السينما أو في دور النشر، إذ نجدها ناصبت العداء والهجوم على فيلم (حنه.ك) الذي كان يعالج القضية الفلسطينية من منظور إنساني وقصة تاريخية قريبة للواقع، كما هاجمت فلم (نساء محاصرات) وكان يبرز حياة النساء الصعبة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وعلى ذكر مناصبة العداء للوسائل الإعلامية التي تهاجم إسرائيل فنجد أن روبرت مردوخ اليهودي الملياردير قد اشترى قنانتين تركيتين قائلا: سوف أقلب الرأي العام التركي لصالح دولة إسرائيل، كما أنه اشترى ثلاثة قنوات عربية من أجل الهدف نفسه، ونحن تاركين لهم المجال في جميع أنحاء العالم دون أن نعرض مشكلتنا معهم، كما هي في الحقيقة دون كذب أو تدليس كما هم يفعلون. كما تعمل جاهدة على تبرير تصرفات دولة إسرائيل الإرهابية ضد اللبنانيين والفلسطينيين وتحاول جاهدة بأن تقنع الرأي العام الأمريكي أن هذه الأعمال لصالح الولاياتالمتحدة، كما هو لصالح إسرائيل، كما تقوم بالتجسس على جميع الأعمال التي تساعد الفلسطينيين في الولاياتالمتحدة ضد إسرائيل لتعمل على إيقافها، وقد نجحت في ذلك وذلك عن طريق مكاتبها المنتشرة في الولاياتالمتحدة، كما تزود بالمعلومات للموساد الإسرائيلي و F.B.I الأمريكي. وهي مسجلة كمنظمة دينية معفاة من الضرائب ولها مكاتب في القدس وباريس. 11) نوادي هلايل Hillel Foundation وهذه المنظمة هي الأخرى تابعة لبناي برث السالف ذكرها في مقالات سابقة، وهدف تأسيسها هو استقطاب الشباب اليهودي والمسيحي داخل الجامعات لتأصيل الصهيونية وحبها في نفوسهم في طليعة حياتهم، كما أنها تهدف إلى غرس الدين اليهودي في نفوس الشباب اليهود، وهي عادة مايكون لها مدير في كل جامعة من جامعات الولاياتالمتحدة يتقاضى راتبه من إدارة النادي ويلتف حوله طلبة يهود وغير يهود ليساعدوه في مهمته، وهي تعمل جاهدة لتذكير الرأي العام الأمريكي بالمحرقة النازية لليهود، كما تساعد الشباب في الهجرة إلى فلسطينالمحتلة. 12) عصبة الصداقة الإسرائيلية الأمريكية: تأسست هذه العصبة في سنة 1971 وهي معفاة من الضرائب أيضا ومن أهم أهدافها هو تعزيز العلاقات بين الولاياتالمتحدة ودولة إسرائيل، وذلك عن طريق إقامة الرحلات المتبادلة بين الشباب الأمريكي والشباب اليهودي في دولة إسرائيل، كما تقوم أيضا بتبادل الكتاب والمفكرين والعلماء والفنانين والرياضيين بين الدولتين، كما تنظم برامج ثقافية متبادلة يشترك فيها علماء من الطرفين، كما تجتذب الشباب في الولاياتالمتحدة من أصول لاتينية لكسب تأييدهم لدولة إسرائيل. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة فاكس 8266752