في الحلقة الماضية توقف بنا الحديث عن اللجنة اليهودية الأمريكية وقلنا إن نشاطها يتركز على مساعدة إسرائيل من خلال السلطة التنفيذية والبيت الأبيض ووزارة الخارجية، كما أنها تقوم بعمل دراسات واستطلاعات للرأي لمساعدة إسرائيل ومعرفة موقف الرأي العام الأمريكي تجاه اليهود، وكذلك لمعرفة الرأي العام الأمريكي تجاه الأحداث بين إسرائيل والدول العربية مثل حرب لبنان وتزويد بعض الدول العربية بالسلاح الأمريكي، وحرب غزة، وكذلك الآن في أسطول الحربية لمعرفة الرأي العام الأمريكي تجاه إسرائيل والتصرف بخطى حثيثة في إقناع الرأي العام الأمريكي وتوجيهه في صالح دولة إسرائيل، وذلك لما تمتلكه من وسائل إعلام مختلفة حيث تمتلك شبكة واسعة من المجلات والمنشورات والمذكرات أهمها مجلة كومنتري وبرزنت تنس وكذلك المنشورات المختلفة حيث تقوم بتوزيعها على كبار الشخصيات الأمريكية والوزارات وكلها في صلبها تدافع عن ماتقوم به إسرائيل من عربدة ومجازر في فلسطين ولبنان والدول العربية الأخرى، وهذه المنظمة معنية من الضرائب ولها مكاتب في دولة إسرائيل وفرنسا والبرازيل والمكسيك. 10) المؤتمر اليهودي الأمريكي: انبثقت هذه المنظمة من المؤتمر اليهودي الأمريكي السابق ذكره في عام 1915 ويهدف هذا المؤتمر إلى حماية حقوق اليهود الدينية والمدنية وكذلك مساندة إقامة وطن قومي يهودي في فلسطين، وسبب انبثاق هذا المؤتمر وانفصاله عن اللجنة اليهودية الأمريكية السالف ذكرها إذ كانت هذه اللجنة في بادئ الأمر كما أسلفنا تعادي الصهيونية في حين أن المنفصلين عنها والمكونين لهذا المؤتمر كانوا صهاينة ويشجعون الصهيونية عقيدة ومبدءا، وقد استطاعت في عام 1922 أن تكون منظمة يهودية صهيونية مستقلة تحت قيادة الحاخام ستيفن وايز، وقد نجح المؤتمر في تنظيم المؤتمر اليهودي في عام 1943 الذي انبثق عنه مؤتمر الكومنولث اليهودي في فلسطين، وكان من أبرز المنظمين للمؤتمر اليهودي العالمي عام 1936 كما قام بنشاط كبير في إقناع الرأي العام الأمريكي بقيام دولة إسرائيل سنة 1948م ويعمل هذا المؤتمر جاهدا في تنمية المساعدات الأمريكية لدولة إسرائيل من الناحية المالية، وكذلك من الناحية الأمنية، كما يعمل هذا المؤتمر جاهدا لدى الرأي العام الأمريكي والعالمي بأن العرب هم سبب رفض السلام في المنطقة وأن إسرائيل هي الدولة المظلومة والمعتدى عليا. انظر ياأخي كيف وأن المنظمات اليهودية تستخدم جميع الوسائل حتى أنها تكذب وتخلق أساطير لا وجود لها من أجل إقناع الرأي العام الأمريكي بمساعدة إسرائيل وحمايتها، وهذا ناتج عن قصور في نشاطنا الإعلامي، وكان من الواجب علينا وخصوصا بعد وجود الأقمار الصناعية أن توجه قنوات تلفازية إلى أمريكا الشمالية والجنوبية وإلى شرق وغرب أوروبا وإلى الصين واليابان بلغاتهم المختلفة لكي نشرح ونوصل الحقيقة عارية من الكذب عن مشكلتنا مع إسرائيل حتى يتفهم الرأي العام العالمي ولا نترك الميدان للمنظمات اليهودية الصهيونية لتصول فيه وتجول. كما يقوم المؤتمر اليهودي بمساعدة المهاجرين من اليهود السوفييت إلى فلسطين، كما يقوم هذا المؤتمر بالدعاية إلى دولة إسرائيل وإقناع الرأي العام الأمريكي بأن دولة إسرائيل هي الجناح الذي يستطيع مساعدة الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الأوسط وبسط نفوذ الولاياتالمتحدة عليه وهذا غير صحيح، ذلك لأن مساعدة الولاياتالمتحدة لدولة إسرائيل أكسب الأولى عداد سكان المنطقة بأجمعهم وأن إسرائيل أخذت تكلف الولاياتالمتحدة فوق طاقاتها، إذ بتنفيذ رغبات الصهاينة اشتعلت عدة حروب في دول الشرق الأوسط تسببت بقتل الآلاف من أبناء مواطني الولاياتالمتحدة، كما أنه بلغت ديون حكومة الولاياتالمتحدة أكثر من 13 ترليون دولار وأغلقت أكثر من مائتي بنك، وأن عدد الشركات التي أفلست لم يشهد نظير في تاريخ الولاياتالمتحدة كل هذا حدث من أجل مساعدة دولة إسرائيل الأمر الذي سوف يجعل الولاياتالمتحدة دولة عظمى لاتستطيع التأثير على مجريات الأحداث العالمية، وذلك من أجل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بسبب مساعدة دولة إسرائيل. وحينما نعود بالكلام عن المؤتمر اليهودي السالف ذكره نجد أن نشاطه يمتد ليكون سندا لدولة إسرائيل في التأثير على الإدارة الأمريكية ومد قبول تأثير البترول العربي في الضغط على الإدارة الأمريكية كما يقوم بنشاط فعال مع منظمة مؤسسة الرؤوس اليهود في مساعدة دولة إسرائيل لدى الجهات المختلفة في الولاياتالمتحدة. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة فاكس 8266752