ما حصل من متغيرات واجتهادات وسلبيات في أوضاع الخطوط الجوية السعودية خلال الخمسة عشر عاماً الاخيرة من تاريخها ينبغي ان لا يجعلنا ننسى مالها من تاريخ مشرف في حسن الإدارة ودقة الصيانة والتشغيل وبرامج التدريب الفني والإداري، وانتظام الرحلات وجودة الخدمات، وعبر مراحل تطورها احتلت مكانة متميزة بين مؤسسات وشركات الطيران العالمية. فكانت مفخرة وواجهة حضارية تحمل شعار المملكة الناهضة. وكان الهدف من تحويلها الى مؤسسة عامة دعمها وتحريرها من معوقات الروتين الحكومي حتى تواصل خطواتها بالسرعة والدقة التي تتطلبها طبيعة اعمال الطيران والنقل الجوي. وقد مرت الخطوط السعودية بمراحل تميزت بحسن الادارة والتشغيل بفضل جهود واخلاص من تعاقبوا على ادارتها واخص بالذكر كلا من معالي الشيخ كامل سندي، ومعالي الكابتن احمد مطر، وكلاهما كان في مستوى الثقة والمسؤولية التي انيطت بهما وكانا من خيرة من تولى ادارة هذه المؤسسة كمرفق خدمي وحيوي، وتطويرها من حسن الى احسن. وقد نجح الكابتن احمد مطر في ادارة الخطوط السعودية ولست وحدي الذي يشيد بحسن ادارة الكابتن احمد مطر للخطوط الجوية السعودية فالعديد من الكتاب، والكثير من المواطنين والموظفين الذين عملوا في الخطوط السعودية في عهده يذكرونه بكل تقدير لما حققه من تطوير وانجاز في المجال الفني والإداري، وتنظيم دقيق لعمليات التشغيل وانتظام الرحلات الداخلية والخارجية، واستمرارية تحسين الخدمات الجوية والارضية بهدف توفير الراحة للركاب المسافرين والتأكد عملياً بأن الخطوط السعودية تنشد خدمتهم وراحتهم. وما كان يظهر ويواجهه المواطن والمسافر على ساحات المطارات وصالات الخطوط السعودية من عناية واهتمام يعطي الانطباع عن جدية وحسن الإدارة. ومما عرفته عن قرب أن الكابتن احمد مطر لم يكن يمارس مسؤوليته عن ادارة هذا المرفق الخدمي الحيوي من (برج عاجي) ويترك المجال للارتجال وتصرفات بعض المسؤولين الخاطئة، وانما كان يتابع كل كبيرة وصغيرة من اعمال الإدارة والصيانة والتشغيل ولم يكن يقبل اي مبررات غير صحيحة لاي تقصير أو إهمال، وكان يرحب بالنقد الموضوعي. وكان يبادر الى تصحيح اي اخطاء تخل بعمليات التشغيل. وكان شديد الاهتمام والتجاوب مع ما تنشره الصحف من ملاحظات، ويطلع على ملف قصاصات الصحف باهتمام وينظر فيما ينشر فيها من آراء وملاحظات بشأن رحلات وخدمات الخطوط السعودية ويصدر تعليماته وتوجيهاته الى المختصين لاتخاذ ما يجب اتخاذه عمليا. هذا بعض ما يمكن أن يقال عن عهدين من عهود العطاء والانجاز في الخطوط السعودية وما أمتع ذكرى الزمن الجميل.