أريد أولا من كل إنسان أن يدقق في هذه العبارة (نرغب إلى سماحتكم) هكذا هو الملك الإنسان المسلم الحكيم عبدالله بن عبدالعزيز وكيف يتعامل بمنتهى الحكمة والاحترام والأدب الملكي الكريم مع علماء العلم الشرعي، الملك ولي أمر هذه البلاد وقائدها لم يقل (أمرنا) كما هي صيغة الأوامر الملكية المعتادة، هذه المرة ولأن الأمر يتعلق بشأن شرعي، بل بحماية لحوزة الدين، أورد أولا حيثيات طويلة ومفصلة ومدعومة بعدد من الآيات التي توضح الإرادة الإلهية وأمر المشرع سبحانه لما يجب أن يكون عليه التعامل مع الإفتاء، جاءت الإرادة الملكية في صيغة الرغبة لا الأمر (نرغب إلى سماحتكم قصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء والرفع لنا عمن تجدون فيهم الكفاية والأهلية التامة للاضطلاع بمهام الفتوى للإذن لهم بذلك في مشمول اختيارنا لرئاسة وعضوية هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ومن نأذن لهم بالفتوى... إلى آخر ما ذكر يحفظه الله). لو تعامل كل مسلم مع العلم الشرعي بمثل تعامل واحترام خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله لهذا العلم لما وصلت حال الفتوى إلى ما وصلت إليه، مما استدعى حزمه يحفظه الله، لكن من أفضال الله على هذا البلد أن أوكل أمرها إلى ولاة أمر نذروا أنفسهم لخدمة الحرمين الشريفين فاتخذوها لقبا، واتخذوا شرع الله دستورا ونذروا أنفسهم لحماية هيبة الدين وتعاطوا مع هذا الأمر بحلم وحكمة وصبر ولكن دون السماح بالتجرؤ على الدين فعندما يقارب الأمر إلى الوصول إلى الجرأة على كتاب الله وسنة نبيه الكريم فإن الحزم حاضر والردع موعود، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تميز بحلم واسع وحكمة بالغة مع حزم شديد وهذه الصفات جعلت منه قائدا بمعنى الكلمة فحلمه ينعم به غير المتعمد أو المخدوع فيحظى بفرصة العودة إلى طريق الصواب معززا مكرما، وحكمته نعمت بها الأمة الإسلامية والعربية أجمع وسعد بها شعبه وافتخر بها أيما فخر، وحزمه ردع من في قلبه مرض. كلمات خادم الحرمين الشريفين في نص تلك الرغبة الملكية الموجهة إلى سماحة المفتي أبلغ من أن أصفها وأعظم تفصيلا من أن أفصل فيها في هذه المساحة المحدودة، لكنني أردت فقط أن أوجه الانتباه إلى أمرين غاية في الحكمة والبلاغة والدقة ومدعاة للاقتداء بالقائد منا جميعا: الأول التأدب مع العلم الشرعي والعلماء في كلمة (نرغب) والثاني الاستشهاد بالأدلة من الكتاب والسنة والتفصيل في شرح حيثيات هذه الرغبة الملكية استنادا إلى تلك الأدلة الدامغة. أما الحزم في إنهاء أزمة الفتاوى الشاذة ومنع التطرق لأي موضوع يدخل في شواذ الآراء ومفردات أهل العلم المرجوحة وأقوالهم المهجورة فسوف نستشعر حكمته في توقف التطفل على مائدة الشرع وإيقاف ضجيج تلك القنوات الفضائية التي تقتات على الشاذ من القول، ليس حبا في معرفة الحقيقة بقدر ما هو استرزاق من خلافنا عليها. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وحامي هيبة الدين. www.alehaidib.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة