هذا العنوان هو جملة يقصد بها أن الفعل الذي قام به الفرد أو الجماعة لم يستند على بينة مؤكده، وقد تكرر ذكر هذا الوصف في القرآن لبني الإنسان الذين يتبعون تشريعات وتقليعات لم يأمر أو ينهى الخالق رسله عنها ولذلك تجد أن مصدر تلك التشريعات بشري تحول مع الزمان وكثرة المداولة إلى حكم قطعي لم ينزل الله به من سلطان. وبسبب هذا الإتباع الغير مؤثق المصدر وبالذات في أمور الدين ومعتقداته أصبح المسلمون الذين يوقنون بحفظ القرآن كي لا يضل الإنسان هم أكثر الجماعات تمزقاً وفرقه لدرجة جعلتهم يحاربوا أنفسهم ويقتلون النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق تحت مظلة فتوه من بشر أو حديث تقول به البشر على رسول الله وجميعها من غير سلطان بدليل أنها تعارض منهج القرآن. مما يؤكد ذلك ما ورد على لسان المحامي منتصر الزيات في قناة العربية (برنامج صناعة الموت) والذي كان عضو في الجماعة الاسلامية التي قتلت الرئيس المصري الراحل السادات عندما ذكر أنهم وبفتاوى كبرائهم علمائهم وساداتهم قد أحلوا سرقة محلات الذهب بغرض جمع المال لشراء السلاح ومحاربة الدولة!؟ هل من يفتي بمثل هذا يكون قد شاهد صفحة واحده من القرآن؟ المشكلة في رأيي لا تقع على من تصدر منه مثل هذه الفتاوى لأنه قد يكون منافقاً مندساً بين المؤمنين بقدر ما تقع المسؤولية على الإنسان الفرد الذي آخبره ربه في كل الكتب السماوية التي نعرفها بأنه سوف يحاسب منفرداً، بل جاء القرآن بتوضيحات كثيرة عن ذلك لكي لا تكون للناس حجة بعد الرسل كما أخبرنا سبحانه، فقد عرفنا أنه لا يقبل من أحدنا كبشر التعلل بمثل هذه الأعذار لأن الإنسان أُلزمه ربه طائره في عنقه، وتم تحذيره بأنه لن يقبل منه مثل هذا القول:"قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ"(الشعراء:74)"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِير"(21: لقمان)"وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا"(67: الأحزاب). كل هذه تحذيرات ومثلها الكثير تكررت بصيغ مختلفة في القرآن لكي يعي الإنسان أن إتباعه للناس من دون سلطان جاء به الرسول من القرآن سوف لن ينفعه يوم يفر المرء من أمه وأبيه وصاحبته وبنيه والسبب أن لكل واحد منهم منفرداً شأن يغنيه لا ينفعه فيه من كان يفتيه. لهذا يجب على الإنسان أن يحاسب نفسه عن فعله مستنداً على الهدى والنور الذي يحتويه القرآن وما جاء به الرسول الأمين الذي نزل عليه البيان من عند الرحمن، فهل أنت من الذين يعرف أن طائرة في عنقه أم من الظانين أن طائرهم معلق في أعناق شيوخهم؟ قال تعالى:"وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ ينْقَلِبُونَ"(الشعراء:227). رمضان كريم عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا