النظام كلمة لها عدة معاني مختلفة في الظاهر والأسلوب لكنها جميعاً متحدة في الجوهر والمفهوم، قد يقصد بالنظام، الدولة، القانون وغيرها من المعاني لكننا بصدد مناقشة النظام كوسيلة حياة لأن الكون وجد بنظام وكذلك البشر الذين تطوروا بنظام وعندما نضجت البشرية أوجد لهم خالقهم نظام حياة من يطبقه يسعد ومن يخالفه أقل ما يحدث له أنك تجده متخبطاً لأن فكره وفعله لا يرتبطان بنظام الإنسان ولذلك تجدهم كالأنعام بل هم أضل.للجسد نظام في طريقة عمل كل عضو من أعضائه قد تخالف أنت نظام الجسد ولا تجد ما يوقفك في نفس لحظة المخالفة ليلفت نظرك، قد تعرف أنك مخالف وتستمر في تكرار المخالفات لأنك لا تحترم النظام أو أنك جاهل بالنظام وفي كل الأحوال سيكون جسدك من يتحمل بل يدفع ثمن المخالفة التي تعتبر مكلفة جداً لأنها ليست مادية بل صحية. للتربية والتعليم أو لنسمها التنشئة الإنسانية نظام كما للتنشئة الزراعية أو السمكية، هذا النظام يجب أن تتأقلم أنت معه وإذا ما حاولت أن تؤقلم النظام حسب أهوائك قد تظن أنك نجحت ولكن لابد أن تتأكد بأن هذا النجاح ليس سوى سراب لأن مخالفة النظام دائماً ما تؤدي إلى الظلام، فإذا ما عاملت النظام العقلي الفذ للناشئة سواء في المنزل أو المدرسة بما لا يتوافق وحجم استيعاب أو قبول هذا النظام تكون بذلك مخالفاً وإن لم تعط مخالفة أو تحجز لمدة أربع وعشرين ساعة في التوقيف. لتوطين الوظائف والمهن نظام يحتاج تأسيس تتبعه تنمية مرتبطة بنظام يتوافق مع طبيعة البيئة التي يتم فيها التوطين لكي تضمن النتائج المرجوة، فمن يخالف هذا النظام ويقوم بمحاولات عاطفية أو على الأرجح ارتجالية لا تتوافق وأنظمة التوطين التي لها مراحل ونقاط تأكيد للفاعلية قبل الانتقال من مرحلة لأخرى سوف يجد نفسه في فوضى وإن عاش بعض الدقائق في سعادة دعائية تم فيها لبس الزي الرسمي لبعض المهن لالتقاط الصور وتبادل الهدايا وفي أرض الواقع تؤكد التقارير أن تقدمك خجول، في حالة توطين الوظائف تعتبر العاطفة مخالفة تصنع بطالة مشجعة بسبب اختلال تطبيق النظام الذي هو كأي نظام آخر إذا ما أخللت بشروطه سوف يتخلى عنك لو كان معاك بنك.لابد أن ننمي ثقافة عدم مخالفة الأنظمة وبالذات تلك التي ليس لعقوبتها ثمن مادي، وأن نتيقن أن جميع الأنظمة البشرية الدنيوية تحتاج إلى تأسيس له ضوابط متعددة لكي تتحقق جدواها، وليس عيباً أن نعترف أن المبنى (س) يحتاج إلى إزالة و إعادة بناء لكي لا ينهار وحتى تنعم به الأجيال، لكن المعيب أن نتعالى، نعاند أو نتصلب فكرياً أمام استحقاقات لابد أن ننظر إليها بنظرة علمية، عصرية مختلفة عن المألوف وغير مخالفة لنظام الخالق الذي وجد لتنظيم المخلوق المطلق الحرية في تطبيق أو مخالفة النظام المصمم كامتحان يكرم فيه المرء أو يهان، وهذا حال كل نظام. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا [email protected]