أهرع إليك يا شجرة مثقلة بالفئ والثمار.. اطلبك أن أرتاح قليلاً من وهج اللهاث! أنتِ هذا النهوض الجميل في نفسي ما التحمت مع أحلامي حتى كنت الأغلى!! تنبتين على كفي زنبقة مزحومة بالعطر.. متأججة بنار الحنين.. ثم تنداحين في أعماقي اللؤلؤة.. والليل.. والأشجان.. وأطلع في جبين عمركِ.. العاشق الذي يطارد القمر.. يعبئ سلاله بالنجوى والأشواق.. والاحتدام!! كلما شهقت.. تصاعدت.. رويداً.. رويداً.. أصبحت في محاذاة أحلامكِ.. ونبضكِ.. وعينيكِ. هتفت عندما رأيت الورد.. فأنتِ بهذا الشذى المتصاعد من عينيك كل هذا المطر الذي يملأ الدنيا بالرواء!! أنتِ ما بين أصابعي وكفي.. مابين نبضي وقلبي.. ما بين نفسي.. ونفسي.. كأنكِ هذا النفس الطالع مني!! كلما هربت إليك.. وجدتك هذا الموال الذي تنصت له الدنيا حتى تكون أبهى.. وأحلى.. وأجمل.. عندما تفضين.. تصبحين الصيف الحارق الذي يدمينا بالصهد.. ثم تفيضين بالرضا فتكونين الربيع المتوج بالفرح.. اسألك ألا تكفي عن هذا الانهمار الجميل في حسي ومشاعري وأن تظلين أبداً النجمة الساطعة في سماء أحلامي!! معنى لحظة شوق واحدة كافية لتجعلنا نحترف الترحال بحثاً عن حبة مطر.. أو غشقة عطر!! غشقة يتحدثون عن لغة العيون.. وينسون أن للعيون ملايين اللغات وليس لغة واحدة!! في الصميم غير صحيح أن النوى يجعل كل الروافد تجف.. بعض النوى يغرقنا بطوفان من الحنين أكبر.. وأكبر.. مرفأ ذكريات الأمس جزء من أحلام قبل الأمس.. كذلك هي مشاوير الغد جزء من أحلام اليوم.. وقفة إذا دخل الملل من الباب.. هربت الأشواق من النافذة!! للدهشة حوار * قالت: دائما يدخلنا الكلام الحلو أحلى الواحات.. فتخلد إلى التأمل.. وإلى الأحلام.. ونبقى سعداء بكل كلمة جميلة.. وكل عبارة مشرقة.. وتتحول الابجدية إلى قمر يضيء بهائه الدنيا كلها.. ** قال: طبعاً لأن الكلمة الجميلة التي نخاطب بها الانسان الأعز في حياتنا تتحول إلى غصن زيتون وارف بالدفء.. وتتحول الكلمات الحلوة الى غشقة عطر.. إلى صدر مدجج بالأحلام.. * قالت: ليس هذا وحسب.. بل ان الناس.. كل الناس تنام معهم الكلمات الحلوة.. وتزرع نفسها على الأكف.. وبين الحنايا.. وترتسم على الأحداث هامة عالية من النماء!! ** قلت: ترى المرأة الجميلة أين تخبئ الكلام الحلو الذي تسمعه.. وكيف يبقى شامخاً كل العمر؟! * قالت: دائماً يختلط بالانفاس.. ويختبئ في الصدر.. وينام على ساعد الاحلام.. يبني عشه السعيد كما تبني العصافير أوكارها.. وكما تحتضن الفضاءات أجنحة العصافير وهي تركض.. وتزهو.. وتغني!! فأغفو على راحتيك شعر/ د. عبدالعزيز محيي الدين خوجة أحقاً سيبقى الربيع وتمضي=حياةُ الزهورِ بدون جراح أنبقى حبيبي نُغني صفانا= ونشدو هوانا بغيْر نواح أحقاً سنبقى.. وتبقي بجنبي=أطالع فيك ضياءَ الصباح حبيبي.. حنانيك إني أخاف=وأخشى على الحب غدر الرياح حبيبي.. حنانيك.. إن أُحسُّ=نذيرَ الفراق يهدد أمني.. وأشعر أن دبيب الفناء=يُحاول قتْلي ببُعدكَ عنْي فأصرخُ في الليل كالمُستَجير=وآتي إليك لتقْتل ظنْي فأغفو على راحتيك كطفلٍ=صَغير، بقلبٍ بريء يُغني *** حنانيك حُبي.. حنانيك عمري=حنانيك.. أفديك بالمقلتين! وأشعُر بالشوقِ يخطو إليك=لأُلقي عليك ولو نَظْرتين.. لأعرف أنْي سعيدٌ بيومي=وأن صبَاحي ضيا بسمتين! وأن غرامي نورٌ جديدٌ= أراهُ تلألأ في الخافقين !