تتوقع الإحصائيات الرسمية بوزارة الصحة تصاعد نسبة المسنين بالمملكة، ليفوق تعدادهم مليوني نسمة بحلول العام 2019. وترجع هذه الزيادة إلى تغير نمط الأسرة السعودية وتقلص حجمها والاعتماد على العمالة المنزلية لتقديم الرعاية لهم، لذا ينادي المختصون بنشر ثقافة التخطيط لمرحلة الشيخوخة أو ما بعد التقاعد والاهتمام مبكراً بالصحة وممارسة الرياضة وهذا ما تفتقده كثيرا ثقافة المجتمع السعودي الخاطئة تجاه مرحلة الشيخوخة بأنها مرحلة قلة النشاط والإنتاج، كما أنها نهاية الاستعداد والاستثمار. ويشكل الشباب 60% من تركيبة المجتمع السعودي وبالتالي ستزيد أعداد المسنين خلال السنوات المقبلة مما يتطلب من الأفراد والجماعات والمؤسسات الاستعداد لهذه المرحلة. حيث كشفت دراسة علمية حديثة أن 65% من المسنين المقيمين مع أسرهم أو في دور الرعاية، يعانون من انخفاض مستوى الخدمات الصحية، إلى جانب تأخر الضمان الاجتماعي، وعدم وجود خدمات أو امتيازات خاصة بهم، فيما يرى 48% من المسنين عدم وجود خدمات تقدم لكبار السن. ويبلغ عدد دور الرعاية للمسنين 10 دور موزعة على مناطق المملكة المختلفة حسبما جاء في موقع وزارة الشؤون الاجتماعية في كل من (الرياض للذكور- الرياض للإناث- عنيزة- وادي الدواسر- الدمام- الجوف- المدينةالمنورة- أبها- مكةالمكرمة–الطائف). مخاوف مستقبلية تزداد المخاوف من قِبل العديد من المسئولين والمختصين بوزارة الصحة، وتنعكس آثار هذه المخاوف على مستوى الخدمات المقدمة للرعاية الصحية المتعلقة بعلاج أمراض الشيخوخة المختلفة، مثل أمراض القلب والشرايين والأمراض العصبية والجلطات الدماغية، وغيرها من الأمراض التي تحتاج إلى رعاية طبية متواصلة لفترات طويلة، كما تتزامن هذه المخاوف مع ارتفاع تكاليف الخدمات الصحية. وتشير الإحصائيات إلى ظهور الأمراض المزمنة واقترانها بالشيخوخة، حيث إن تلك الأمراض ستشكل خلال الفترة المقبلة أكثر من 80% من العبء المرضي في المملكة، فالأمراض المزمنة مثل داء السكري تصل نسبة انتشاره إلى 16.7%، وكذا ارتفاع ضغط الدم (11.1%)، والربو وحساسية الصدر (13%)، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مريض يصاب بالسرطان سنوياً في المملكة، و11 ألف مريض مصاب بالفشل الكلوي يتلقون علاج الغسيل الكلوي. كما تشير التقارير الطبية العالمية إلى أن 40% من الوفيات في الدول النامية و75% منها في الدول المتقدمة تكون بسبب الأمراض المزمنة، وتحتل المملكة مرتبة متقدمة بين دول العالم من حيث الإصابة بهذه الأمراض. وتوصي العديد من الدراسات العلمية الحديثة بإنشاء مركز وطني لرعاية المسنين بالمملكة تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، فضلاً عن توفير الكوادر الوطنية المؤهلة في مجال رعاية المسنين. وفي المقابل ذهب بعض المسئولين إلى أن وزارة الصحة بدأت بالفعل في تطبيق برنامج رعاية المسنين المبني على الإستراتيجية الوطنية لصحة المسنين لمدة خمس سنوات 2010-2015م؛ حيث إن الهدف العام للبرنامج هو المحافظة على صحة المسنين وتحسين نوعية حياتهم عن طريق تقديم خدمات صحية شاملة ومتكاملة ومستمرة وميسرة وذات جودة عالية لهم بمراكز الرعاية الصحية الأولية بالتعاون مع الجهات الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة والمهتمة بصحة المسنين.