أمسية اختلطت فيها الدموع بالابتسامات تأثراً وفرحاً بلقاء المحبة الأول الذي نظمته اللجنة النسائية بهيئة الإغاثة الإسلامية وأقامته في مقرها في مدينة جدة يوم الإثنين2-6-1431. جمعت بها الأيتام وذويهم مع كفلائهم ، فكانت فرصة للتعارف والتآلف والتكاتف بالمجتمع بين الفئة القادرة على العطاء والأخرى المحتاجة له ، دون امتنان عليهم بل بتكريمهم والإحسان إليهم بالكلمة الطيبة واللمسة الحانية ، وكم كان جميلاً الاهتمام بالأطفال الأيتام ورؤيتهم في سعادة وبهجة وهم يمارسون نشاطات ترفيهية تم إعدادها لهم وشاركت فيها فتيات متطوعات من المدارس والجامعات ، في الوقت الذي كانت فيه الامهات جالسات في قاعة كبيرة مكرمات بكل التقدير لهن لما بذلنه من جهدهن وأنفسهن وأعمارهن لتربية أبنائهن فكانت الثمرة تقديم شباب متميزين وشابات ناجحات في كل المجالات . قدمت رئيسة اللجنة النسائية الكاتبة المعروفة الأستاذة أمجاد رضا برنامج الحفل بعد الترحيب بالحاضرات تتقدمهن حرم أمين عام الهيئة د.عدنان بن خليل باشا ، وثلة من الداعمات الفاضلات الكريمات .. كما تحدثت عن "تكافل) وهو مشروع إنتاجي يؤهل الأرامل والفتيات للعمل والإعتماد على أنفسهن من خلال فرصة تدريبهن وتسويق منتجاتهن وبدأ بإنتاج بلوزات "تي شيرت" عليها شعارات تدعو للعطاء والخير ، وسيكون مستقبلا خطا إنتاجيا لمراييل المدارس وأرواب حفلات التخرج وغيرها بإذن الله. وتم اختيار أربع أمهات مثاليات كنموذج يحتذى لتكريمهن ، فتلك أم حبيبة التي زرعت في قلوب أبنائها الإيمان والقيم ودفعتهم للتعليم حتى تخرجوا من الجامعات في مختلف التخصصات بل وزوجت بعضهم وأصبح لها أحفاد منهم سلمان النابغة في الشعر ، وتبعتها أم سحر التي توفي زوجها وعندها تسعة أبناء فلم تستسلم للظروف الصعبة وأحسنت تربيتهم فأستحقت الشكر ، وأم شادي أيضاً تم تكريمها معهن، وأيضاً "أم حبيبة" وهي ليست أكبر الأبناء فإبنها البكر إسمه وليد لكنها ُكنيت بإبنتها الطبيبة الطالبة في السنة الرابعة بكلية الطب، كل بناتها متعلمات وصعدن معها فوق المنصة ليشاركن في تكريمها وقدمن لها هدية رمزية جمعن ثمنها لمدة شهر من مكافآت الجامعة ليقدمنها لأمهن . وتوجت الداعية الفاضلة د. فاطمة نصيف اللقاء بكلماتها الطيبة والمحفزة لكفالة الأيتام حيث ذكرتنا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى - دلالة على التجاور - وضربت مثلاً بشخص يحجز مقعداً في الطائرة ليسافر فهو يختاره بحيث يجلس في مكان مريح وبجانب من يعرفه ويحبه إذا أمكنه أن يفعل ذلك ، ويدفع مبلغاً كبيراً من المال خصوصاً لو كانت الرحلة طويلة وفي الدرجة الأولى .. وقالت إن كل شخص يستطيع أن يحجز مقعداً بجوار الحبيب صلى الله عليه وسلم بأن يكفل يتيماً - ومنها أستوحيت عنوان هذه المقالة - فسارع لحجزمقعدك بجوار حبيبك.