إن وجود نورة الفايز في مركز حكومي رفيع، خطوة جريئة وبشارة كبيرة تعني أننا نمضي نحو الأفضل في تقديرنا لأثر المرأة السعودية وتأثيرها القيادي على مجتمعها. وبالطبع حوار صحفي مع نائبة وزير التربية لشؤون تعليم البنات، لا يجب أن يكون عاديا، والقراءة لهذا الحوار من المستحيل أن تكون قراءة عابرة، وتمر دون أن تحضر نفسك لاإراديا للبحث عن خبر يختبئ بين السطور، وتهيئ آمالك لاستقبال قرار يرفع سقف أمنياتك في عام قادم يكون أكثر تفاعلا مع مشكلاته التعليمية. وفي إطلالة الفايز الأخيرة كنت أتأمل وأنا أقرأ الحوار أن أجد شيئا يبشر الخريجات، ويريح «المعلمات المعمرات» اللاتي استوطنّ مدارسهن منذ عقود ولم يتغير بهن شيء «أقصد مهنيا» بالطبع، فالمناهج تتغير، ويتغير الزمن، وتتطور الأدوات، والأجيال تصبح أكثر تطورا خارج المدرسة، بينما هن بذات الآلية حتى لو وجدتهن يسعين بكل جهدهن لتطوير أنفسهن واللحاق بالغد لكن يظل «القطار سريعا». كنت أتأمل أن أرى لمحة خضراء، أو حتى مرصوفة، وبعض مقاعد تستريح عليها الطالبات أثناء الفسحة، أو حتى مظلات تقيهن شمس سمائنا المشتعلة في كل تلك المساحات المهجورة في مدارس البنات المسورة ب«شبك» يجعلك تظن أنك في ثكنه حربية. كنت أتأمل أن أسمع شيئا عن معلمات محو الأمية، ومضة أمل لحالهم الواقف، وعن تعليم الكبيرات المشرد الذي يتأرجح بين فصل مغلق، وآخر يسكن الدور الثالث، وربما ينتقل من مدرسة إلى أخرى بحثا عن مأوى. نحن معك يا نورة الفايز، ونقف بجوار وجودك، لكن لا يهمنا ونحن نغلق عاما ونفتح آخر أن نعرف متى تتناولين غداءك، وكيف تقضين قيلولتك، وأظن أن الكثير سيدعو لك بالتوفيق عندما يعلم أن الوزارة تعطيك شيئا وتأخذ منك أشياء، لكن حتما سيبتهلون أكثر لو قلت جملة أكبر، فهم يأملون، ونحن نأمل، وأجيالنا تنتظر.