جدة - بخيت طالع - تصوير: المحرر .. قال مواطنون في شرق جدة ان شركة المياه الوطنية، تسببت في اغراق الاحياء بالمياه السطحية، وبتهشيم الشوارع، بعد ان ظلت المياه تتدفق للشوارع بدون تدخل من الشركة لوقفها على مدى اكثر من ثلاثة اسابيع.. واضافوا ل(البلاد) ان الشركة صار امرها عجيباً فقد اوقفت منذ 18 يوما وصول مياه الشبكة الى عدة احياء، وتحول الناس الى شراء الماء بالوايت في صراع جديد مع الاثمان المرتفعة لها قياساً بثمن مياه الشبكة، وقد لاحظ الناس انه مع توقف مياه الشبكة، بدأت الاحياء والشوارع تجف رويداً رويداً، الامر الذي يؤكد أن الشركة كانت من خلال شبكتها المهترئة هي السبب في المتاعب، وناشدوا معالي وزير المياه والكهرباء التدخل. عودة للوايتات بداية تحدث لنا عدد من المواطنين في حي المساعد وقالوا: لقد عدنا الى شراء المياه بالوايت من جديد، على طريقة (عادت حليمة لعادتها القديمة) بعد ان اوقفت شركة المياه الوطنية بجدة امداد الحي وما جاوره بمياه الشبكة منذ 18 يوماً تقريباً، ونعتقد ان الشركة قد شعرت بفداحة الخلل الذي يهيمن على شبكتها "المخرومة" من عدة مواقع، الامر الذي اغرق التربة تحت الارض بالمياه الحلوة، والتي برزت تلقائيا الى سطح الارض واغرقت الشوارع والاحياء طيلة قرابة الثلاثة اسابيع الماضية. مزاعم الشركة وقالوا كذلك لقد اتصلنا بشركة المياه الوطنية في جدة عدة مرات، محذرين من خلل يعتري كامل الشبكة المائية تحت الارض، ولكنهم في كل مرة كانوا يبررون الظاهرة بأنها مياه جوفية ليس إلا.. لكن عندما اوقفت الشركة ارسال المياه في الشبكة العامة، بدأت الشوارع تجف قليلا قليلا، الامر الذي يؤكد صدق الفرضية التي طرحناها، ويدحض مزاعم شركة المياه، التي حاولت التبرؤ من المشكلة، زاعمة ان ما يحدث من اغراق للاحياء هو من المياه الجوفية فقط. خيار صعب وقالوا هل من المعقول ان تضعنا شركة المياه الوطنية بجدة امام خيار صعب للغاية.. اما ان تقطع عنا مياه الشبكة التي هي حق من حقوقنا، أو أن تفتح الشبكة فتُغرق احياءنا وتكسر اسفلت شوارعنا !!.. ان هذا في الحقيقة امر غريب وعجيب، ولذلك فإننا نرفع صوت الشكوى والرجاء الحار الى معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين، لايجاد حل جذري وناجع لهذه المشكلة التي وضعتنا فيها شركة المياه الوطنية، رغما عن ان جهود الوزارة طيبة ولله الحمد، ولم تقصر، فقد وفرت المياه في جدة، من خلال تشغيل عدة محطات جديدة لانتاج المياه المحلاة. أمر ليس صعباً وقال لنا عدد من السكان: إن اكتشاف التسريبات من شبكة المياه تحت الارض، ليس امرا عسيرا، والعلم والتقنية، وكذلك الخبرة استطاعت ان تستوعب هذه المشكلة، فلماذا لا تقوم شركة المياه الوطنية بجدة، ببذل (مجهود نوعي) في هذا السياق، فهي الآن شركة، ويعني هذا انها وضعت نفسها في مكان الذي يجب ان قدم (خدمات مميزة).. فأين هي الخدمات المميزة اذن؟!!.. ونحن حقيقة نتطلع من الشركة لان تؤدي دورها المهني، بأفضل الاساليب العلمية، وهذا هو المتوقع والمفروض، اما ان كانت خدماتها كما هي عليه الحال قبل استلامها لمهامها، فإن هذا يعني ان الشركة لم (توجد لنا الفارق) المطلوب، ولا الطموح المنتظر الذي كان ينتظره الناس منها، والذي كان تعدنا به؟!! تقاذف المسؤولية وختموا حديثهم لنا بالقول: ان تقاذف المسؤولية بين شركة المياه الوطنية، وبين امانة جدة، امر لا يصح أبداً، ولا يخدم الاهداف الوظيفية لكل منهما، والضحية هو المواطن وبعض البنية التحتية مثل الشوارع التي تضررت وتتضرر دائماً بركود المياه فيها، ونعتقد ان (الامانة) و(المسؤولية) توجب على كل جهة ان تؤدي دورها بأكمل وجه، احتراماً لعقول ومشاعر الناس، واداء للامانة الملقاة على عاتقها، وهذا هو الامر الطبيعي الذي ننتظره من كل جهة، بدلاً من تقاذف المسؤوليات من موظفين يمرون على المشكلات في الشارع مرور الكرام. الشركة لا ترد هذا وقد اتصلت (البلاد) على مدير عام شركة المياه الوطنية بجدة، المهندس عبدالله العساف.. وذلك ولاكثر من ثلاث مرات بعد ظهر السبت الماضي، غير أننا لم نجد تجاوباً ولا حتى مراجعة اتصال من المسؤول لنا.. وذلك رغبة في معرفة رأي الطرف الآخر في هذه القضية التي تهم المواطن، ونحتاج بطبيعة الحال لمعرفة رأي المسؤول الذي يقابل شكوى السكان والمواطنين لتوضيح الحقيقة.