يعلن عبدالله محمد مغربي عن حاجته الى نجارين مسلح ويشترط فيمن يرغب في العمل ان يكون سعودي الجنسية ولديه شهادة مهنية بهذه المهنة.. فمن يرغب في العمل من الاخوة السعوديين عليه مراجعة المكتب الرئيسي لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بالمنطقة الغربية خلال شهر واحد من تاريخ هذا الاعلان "اعلن في 29 جمادى الآخرة 1382ه. اعلان نشر في البلاد قبل نصف قرن يطلب فيه المواطن "مغربي" "نجار مسلح وطني". ابن الوطن والمهنة جيلنا الذي عرف "الدنيا" في اواخر السبعينات الهجرية كان يرى " المعلم البرجيسي" والمهندس البلدي "سعيد نصار" والعم "عربي" النجار والشيخ " عبدالصمد بغدادي" المثمن والمقاول والمهندس الفني والاخوين من آل الصباغ أحد ابزر المقاولين المعماريين ويتحدث الناس الذي حضروا الخمسينيات والستينيات واول السبعينيات الهجرية قيام ابن "البلد" بكل الاعمال بما في ذلك تنظيف الشوارع ورشها بالماء بواسطة "القربة" والبيع والشراء والمخابز وكل اعمال البناء والرصف و"التلييس" والتخطيط.. كل ذلك بيد ابن الوطن ولم يعرف تلك الفترة اي "وافد" يقوم بذلك بل يكون من "العيب" ان يدخل "الغريب" في خدمة الاعمال مهما كانت ولكل مهنة اسرتها التي ما زالت تُعرف بها للآن "النجار" "السمكري" "الحداد" وغيرها. حداد ونجار وسمكري كان الناس يعرفون ابناء اسر تعمل في "الفرانة" أحمد ردنة - النوري - بدر - الغربي - العزب وكان هناك المهندس الذي كان يطلق عليه "المهندس البلدي" يشتغل في تجهيز "خريطة المنزل" وترتيب الغرف ومواقع دورات المياه بما في ذلك احتساب مكان " التهوية" وممرات الماء في حال نزول الامطار ومصمم "الاشرعة" محمد عبدالواحد واصحاب المطابخ الذين يعملون بأيديهم الأبيض - الباني - وغيرهم - وأصحاب المقاهي - عبدالحي - الشربيني - السنكي - محمد مكة. أما المعلم محمد مكة نوح يرحمه الله فكان من ابرز العارفين بأمور العمران وهندسة البناء وحاجة المبنى من اسمنت وحديد وغيره مع الاشراف اثناء التنفيذ ومتابعة العمل ومازالت "مباني" أو ما كان يطلق عليه "عُزلة" باقية للآن ولأكثر من ستة عقود من اعمال واشراف رجال غادروا الدنيا من سنوات طويلة وبقيت اعمالهم شاهدة على روعة العمل.. دخول الوافد أستطيع أن اقول إن "الوافد" دخل البلاد وللاسف استلم العمل من ابن "الوطن" ولا يزيد ذلك على 35 عاماً الى 40 عاماً فقط وتراجعت الاسر عن إلزام ابنائها بالعمل في خدمة بلادهم واتجه هؤلاء لمجالات أخرى رغم ان العائد لأكثرها اقل بكثير من عائد العمل في المهنة التي عاش عليها ولسنوات طويلة ابناء الوطن وابناؤهم بل واحفادهم.. واليوم السمكري والحداد والنجار بل وصاحب الفرن والمطعم "قادم" من بلاده لا يمكن الاستغناء عنه. هل من عودة؟؟؟ وأسأل بألم شديد وربما اعرف الاجابة.. هل من عودة؟ وهل تعيد الأيام ما كانت عليه؟ شخصيّاً لا أعتقد ذلك بعد أن اتجهنا للاستعانة بالوافد طلباً للراحة.و..و... "قل للزمان ارجع يا زمان"