هذه الآثار الأدبية هي أعمال حسين سرحان النثرية إذ عرف أنه شاعر جزل الأسلوب ومتمكن من القافية وعمود الشعر العربي منذ صباه .. وهو كذلك جزل الأسلوب مترسل في النثر كما في الشعر. وقل ما اجتمع الشعر والنثر لأديب واحد. أما الذي جمع هذا التراث النثري لحسين سرحان فهو أخونا الدكتور عبدالله بن عبد الرحمن الحيدري قد صنفه ودرسه دراسة بحثية أدبية نقدية. قدمه إلى قسم الأدب بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض كرسالة دكتوراه عام 1423ه. ونال شهادتها على إثر المناقشة بتفوق. وجامع هذا التراث السرحاني أديب ناقد ومؤلف من الجيل الثالث في أدباء المملكة العربية السعودية متمكن من أدبه ولغته وأسلوبه وبحوثه ودراساته. وهذا لعمري غاية المنى. غرق الدكتور المصنف في آثار حسين سرحان النثرية حيث جمعها ودرسها وصنفها من الصحف ومن الأوراق ومن المخطوطات التي وجدها في آثار حسين سرحان النشرية. ولعل صوت الحجاز والبلاد السعودية والندوة المكية والجزيرة الأدبية والمنهل الثقافية هي أهم مراجع الجامع لتراث حسين سرحان وسواها من الكتب والدراسات والنشرات. لم يجمع الأستاذ الدكتور الحيدري هذا التراث فحسب بمعنى الجمع العادي ولكنه تمن من غربلة وتأصيل هذا التراث من مظانه النشرية. وهنا كان الحيدري دقيق الملاحظة جم الالتفات نحو القصص والمقالات والبحوث والإخوانيات وسائر أنواع النثر السرحاني. وقد سأل الكثير من الدارسين سوى ما رجع إليه من مراجع ومصادر هذا الآثار حتى تكتمل. وكان التوفيق حليفه في هذا البحث النير والجمع الحثيث الذي دأب عليه منذ أن شرع فيه. رجع إلى مئات المراجع وعشرات المصادر في جمعه النثري عدى ما وجده على الألسنة وعبر الهاتف ووسائل الإعلام الحديثة. والجدير ذكره أن هناك حوارات ومقابلات اجريت مع حسين سرحان جمعها المؤلف في هذا الكتاب الذي ناف على الألفي صفحة في ثلاثة أجزاء مجلدة. ولنتصور أخي القارئ الجهود التي بذلها الجامع الحيدري في لم هذا الشعث وما شابه من تعب ونصب وضنى في سبيل جمع هذا التراث النثري والتنقل من مكان إلى مكان ومن مكتبة إلى مكتبة ومن مدينة إلى مدينة وبالأخص مكةالمكرمة موطن حسين سرحان وسكنه الشيء الذي عزز هذا العمل الأدبي الدؤوب للأخ الدكتور عبد الله الحيدري. وهنا مئات من المواد التي جمعها الجامع سواء في شكل مقالات أو قصص أو مقابلات صحفية أو حوارات أدبية وأخوانية. عدا الدراسة التي أفرد لها جزءاً كبيرا من هذه الآثار دراسة الباحث الأديب الناقد الملم ببحثه والمنقب الدقيق في درسه والتوثيق العلمي والتراثي الحثيث. إنها جهود عظيمة بذلها الاستاذ الحيدري ولا يكاد القارئ يحس بذلك أن يشعر به. إذ إنه صنف الكتاب على تراتيب وأدارها على إدارات عدة. وبذلك قد صنف وجمع القصص منفردة والمقالات لحالها والمقابلات الصحفية كذلك. أما الفهارس فحدث ولا حرج كيف وثقها الدكتور الجامع لهذه الآثار التي فاز بحمل رايتها لأحد رواد الأدب في المملكة العربية السعودية وهو الأديب المكي والشاعر الكبير والناثر العظيم حسين سرحان. الذي يعتبر من أوائل الرواد للأدب والشعر في أم القرى فهو ند وترب لأحمد جمال وحسين عرب ومحمد سعيد العامودي وأحمد عبدالغفور عطار واحمد السباعي ومحمد عبدالله مليباري وعبدالعزيز الرفاعي وسواهم من أدباء البلد الحرام. وكان شعره يتميز بالتأصيل اللغوي والأسلوب البلاغي بحيث يعد بشعره في الصفوف الأولى من الشعراء في الجزيرة العربية بل في الوطن العربي الكبير كله. وأديب بهذا القياس لا شك قد كون نفسه بالدرس والبذل والاطلاع والكتابة والدربة والتجربة وما إلى ذلك من وسائل البناء الأدبي والتعمير الذاتي. لأنه صاحب موهبة أدبية واستعداد فكري وعدة نفسية كي يتحمل ماجعله أديباً يشار إليه بالبنان .. وصدق القائل: وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام بارك الله في جهود مثل هذه الجهود التي بذلها الجامع والمصنف والدارس الدكتور الأديب عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري وما أبدى به من عمل جليل سيخلد بإذن الله إلى جانب اسم حسين سرحان. والله الموفق.