أمني نفسي في كل مرة بأن أشاهد بعد مباراة من المباريات التنافسية لدينا، سواء كانت - «دربي» أو «كلاسيكو» - رئيسا الناديين وإداريوهما يسلمون على بعضهم، فيتقبل الخاسر الخسارة ويهنئ الفائز، ويتواضع الفائز ويشيد بأداء المنافس، وأنه كان نداً قوياً في المباراة. تلك بعض المجاملات التي يجب أن يتحلى بها الرياضيون، وهي سهلة جداً ولا تكلف شيئاً، غير أنها تأكيد على أهمية الروح الرياضية وتعزيز دورها في مثل هذه اللقاءات، التي تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة داخل المملكة وخارجها، وتستحوذ على تغطية إعلامية واسعة. وحتى أكون واضحاً، فإن ما يحدث في ملاعبنا وخارج ملاعبنا من اتهامات وتراشق بالكلمات الخارجة عن الأدب وسمو الأخلاق بين مشجعين وإعلاميين لأندية مختلفة، هو نتاج ما يجده هؤلاء من مباركة لمثل هذه الأفعال، يكون مصدرها الرئيسي هو الإدارة في هذا النادي وذاك. ولو أردتم الوقوف على هذه الحقيقة، فعودوا إلى المواقع الإلكترونية، واليوتيوب واسمعوا وشاهدوا بأنفسكم، تصريحات رؤساء الأندية، وأعضاء شرفها بعد المباريات، وكيف أنها تنمي هذه الروح العدائية، وتلطخ جسد الرياضة بكلمات وعبارات لا يجب أن تكون الرياضة مكاناً لها. كم من المباريات انتهت وأقيمت بعدها مباريات أخرى، وظلّت آثار الكلمات الجارحة والتطاول على الأندية المنافسة وجماهيرها، ورؤساء اللجان وحكام المباريات تحرك المشهد، الذي يتحول إلى معارك بدلاً من أن يكون مباريات في كرة القدم، تقام تحت شعار التنافس الشريف. لكن هل سألنا أنفسنا سؤالاً واحداً «أين مكان التنافس الشريف في منافسات كرة القدم لدينا؟ ولماذا بات الجمهور الرياضي ينتظر إثارة ما بعد المباراة، ليتابع مباراة من نوع آخر، أضحت أكثر متابعة وإثارة من مباراة قد تستغرق أكثر من تسعين دقيقة؟». أتفهم شخصياً حجم الضغوط التي تقع على رؤوس رؤساء الأندية، وبعض المسؤولين فيها نتيجة بعض الأخطاء التي تحدث في المباريات، وأفهم ويفهمون أن لعبة كرة القدم قامت على الأخطاء والهفوات، ولولا هذه الأخطاء ما أصبحت كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى. إذا استوعبنا هذه الحقيقة، وطبقنا هذا المفهوم في تعاطينا مع المباريات وأحداثها الملتهبة، فإن شعار التنافس الرياضي سيرفع من جديد في ملاعبنا الرياضية، ولن نسمع من يتحدث عن ضربة جزاء لم يحتسبها الحكم، أو عبارة «لا يستحقون الفوز». كل هذا يزيد وضعنا الرياضي تأزماً، وتحدث الكثير من الفرقة والتنافر، وتغذي التعصب بصورة قد نجد أنفسنا إن لم نوقفها ونعالجها، غير قادرين على السيطرة عليها مستقبلاً، وإن كنت أتمنى أن نبدأ في تصحيح هذا الوضع من مباراة الهلال والنصر - اليوم -، لنسمع لغة راقية تتحدث عن الفريق الآخر على أنه منافس وليس خصماً! [email protected] Twitter | @AbdullahShaikhi