** الخوف شيء غريزي في طبيعة النفس .. وقديما قيل " إن من لا يخاف .. لا يسلم" ولكن ممَّ يخاف حقّاً هذا الإنسان وكيف يخاف ولماذا يخاف؟ وهي أسئلة تحتاج الى مجلدات حتى تجيب عنها والمشكلة ان الشخص العادي يخاف .. وان الشخص نصف العادي ايضا يخاف والشخص فوق العادي أيضا يخاف، وتلك هي المشكلة. الخوف قاسم مشترك يعم البشرية الا من رحم الله..! ولو دققنا النظر .. وحكمنا بمنظور الواقع المعاش لوجدنا أن بعض الخوف لا اساس له.. فالذي يخاف من الفقر إنما يخاف من التشفي. اجل يخاف من الذين لا ينفعون ولكنهم يستطيعون الاضرار به .. واخطر ما يؤلم النفس هو تلك التشققات اللسانية التي يهرف بها من لا يعطون للقيم الأخلاقية اي مردود.. وهم أخطر ما على الوجود. فهؤلاء المنافقون يطحنون الحياة بفحيحهم الملطخ بالسم الزعاف الذي يقتل في التو واللحظة. أما أنصاف العاديين فتلك حياتهم يريدون اللحاق بالصنف المختار لكن لهاثهم يتقطع لأنهم بين بين. ولهذا ترى في تصرفاتهم العجب العجاب. أما الآخرون الذي يدعون الامتياز .. فالخوف يظهر على محياهم .. لكنه خوف مُجلل بالكبرياء والغطرسة وسوء التصرف ليوهموا الآخرين بأنهم لا يخافون لكنهم حين يرجعون إلى أنفسهم ترتعد فرائصهم خوفا ورعباً. يا أمان الخائفين .. وحسبنا الله ونعم الوكيل.