حلوة جدًّا هذه الحمشة التي نشرتها جريدة "شمس" في عددها 1544. الحمشة تقول "أنذرت لجنة المزارع بحصة البيئة بأمانة مكةالمكرمة صاحب مزرعة في منطقة الحسينية يقوم بتغذية زراعة الورقيات من مياه الصرف الصحي وتم إعطاؤه إنذارا ومهلة أسبوعين وفي حال عدم اتباع صاحب المزرعة التعليمات بإتلاف ما زرعه وإلا سوف يتم إغلاق المزرعة. أسبوعان أعطيت لصاحب المزرعة ليتصرف في إنتاجه للغافلين من عباد الله. المزرعة موجودة والخضروات يانعة خضراء والمياه مياه صرف صحي ولجنة المزارع أثبتت الجرم فلماذا هذان الأسبوعان ولماذا هذه المهلة والتعهد ومتى اصبح إعطاء الغشاش فرصة لإتمام غشه أليس ما كان مفروضاً أن تتلف المزروعات في حينها وتقفل المزرعة ويغرم صاحبها وينال الجزاء الرادع. لقد كتبت في هذه الزاوية أكثر من مرة عن هذه المزارع التي يتم ضبطها والتي تزرع فيها جميع الأوبئة والأمراض وكتب غيري أن الإنذارات لا تكفي والعقاب لا يتناسب وحاله المخالفة وهي ليست مخالفة بل جريمة في حق من اطمأنوا لأصحاب تلك المزارع الذين باعوا ضمائرهم وأماناتهم لقاء حفنة من وسخ الدنيا. إن الإعلان عن عقاب صارم من سجن ومصادرة لمزارع وغرامات مغلظة في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى كفيل بإيقاف استهتار تلك النفوس الضعيفة التي استباحت كل شيء من أجل كل شيء. أملي أن يخطو مكتب وزارة الزراعة بالمنطقة بحصر هذه المزارع المنزوية في بطون الأودية وبين الجبال ووضع نظام زراعي لها وتسجيلها والإشراف عليها ومعرفة مصادر المياه التي تجلب لها وسلامة ما يزرع فيها. الزراعة مسؤولة أمام الله والناس عمَّا يتناوله من اطمأنت نفوسهم أن غذاءهم في أيدٍ أمينة. قال تعالى: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم وروسوله والمؤمنون". صدق الله العظيم.