رشا ووالدها، أحضرا لي صورة من منشور وزعته سلطات الاحتلال على أهالي الضفة الغربية وفيه يطلبون من غير اليهود من المقيمين في فلسطين مغادرة أرض آبائهم وأجدادهم التي وعدهم بها الرب، وأن حقهم في الأرض ليس موضع جدال، فالتوراة التي بين أيديهم تنص وبصراحة على ذلك الحق، ففي المنشور أن الأصل في دينهم وفي دين المسلمين الإيمان بالله، وقد أعطى الله أرض إسرائيل لإبراهيم واسحاق ويعقوب و أحفادهم، لا لغيرهم، والكل يجمع بأنهم أحفاد شعب إسرائيل القديم، ومن الممنوع سكن غيرهم فيها بصورة دائمة، ولذلك "نطلب منكم مغادرة أرض إسرائيل لنضمن السلام في أرض إسرائيل"، ويتبجحون بقولهم أنهم لا يكرهون المسلمين و لا يريدون محاربتهم ، وكل ما في الأمر [ أنهم ينفذون أوامر الرب الرباني وقول الله لموسى: "وقل لهم أنكم عابرون الأردن إلى أرض كنعان فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم وتمحون جميع تصاويرهم وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاتهم، وتملكون الأرض وتسكنون فيها.. وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكا في أعينكم ومناخس في جوانبكم ويضايقونكم على الأرض التي انتم ساكنون فيها، فيكون أني افعل بكم كما هممت أن افعل بهم ". وأن في سورة الإسراء بالقرآن الكريم: " وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ، وفي سورة الأحقاف : "ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين"، وفي سورة المائدة : " إنا أنزلنا التوراة فيها هدىً ونور يحكم بها النبيّون الذين اسلموا للذين هادوا والربّانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون". ولأن الدين الإسلامي هو دين أخلاقي يجب أن لا تكون لكم معارضة لهذا ، ولديكم بلدان واسعة يمكنكم السكن فيها، وتفهمون بان علينا القيام بالأمر المكتوب في التوراة ، ولأنه من غير السهل مغادرة ملايين الناس بدون مساعدات مالية فإننا نقترح عليكم أن تفاوضوا دولة إسرائيل ( التي تجسد وعود الأنبياء) على أن تحصلوا على مساعدات اقتصادية للسكن في مكان آخر، ولما نطيع الله نحن وانتم يمكننا العيش بسلام، نحن وانتم وأولادنا وأولادكم لسنوات طويلة] . تتساءل والدة رشا عما إذا كان الطرد والتهجير مقتصرا على المسلمين دون المسيحيين من الفلسطينيين أم أن دور المسيحيين قادم، وعما إذا كان التعويض على من يفضل العيش في المهجر من اللاجئين الفلسطينيين كما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية سيحل محل حق العودة وبالإكراه، ويتساءل والد رشا عما يمكن للمسلمين عربا وغير عرب أن يعملوه ليحولوا دون طرد إسرائيل للمسلمين من فلسطيني الضفة الغربية، فهو وبالرغم من أن أسبانيا تترأس المجلس الأوربي فإنه غير متأكد من أن بوسع الغرب أن يقوم بأي عمل رادع يوقف قوات الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ وعيدها، وأن ما سبق للناتو أن قامت به في البلقان وكوسوفو على وجه الخصوص لن يتكرر، وتساءلت رشا عن الموقف العربي في ضوء تغطرس إسرائيل وتحججها بنصوص من التوراة والكل يعرف أن التوراة التي في أيديهم ليست كلام الله وأنها كتبت بأيدي حاخاماتهم لتوجه المؤمنين باليهودية على كره غيرهم والحقد عليهم والاستيلاء على ممتلكاتهم بالباطل،وختمت والدة رشا الحديث بتساؤلها عما إذا كانت المقاومة المشروعة لا تزال مقيدة الأيدي وإلى متى؟