لدينا منهج دراسي يسمى الوطنية وأحسبه حدث بمنطق المثل الشعبي " جهز الحطب من قبل ما خطب" لأن الوطنية مرحلة مطلوبة تسبقها مراحل تأسيسية يجب توفرها للوصول للمواطنة التطبيقية وليس لتحفيظها عن ظهر قلب للطالب الذي ينساها بنهاية العام ولا يستوعب مفهومها طوال العام. نعم لن نكون مواطنين بدون إحساس وطني لا يقتصر على تشجيع منتخب كرة القدم أو من يفوز بجائزة مرموقة من المواطنين، الوطنية ليست شعارات تقال بقدر ماتكون جدوراً شامخة مثل الجبال. المواطن الحقيقي ليس كل من لديه رقم في السجل المدني لأن الحصول عليه في بعض الظروف لا يعتبر مؤهلاً يصنع منك محباً للوطن الذي أصبحت تنتمي إليه، لهذا الوطنية شيء أضخم و أكبر من أن يتطرق لها في مقال صحفي، لذلك سوف أذكر أهم الوسائل التي تساعد على خلق شخص يصبح عاشقاً لتراب المكان الذي ينتمي إليه سواء بالجدور أو من خلال الجسور. المواطنة تحتم الاهتمام بمفهوم الأسرة التي تعتبر الخلية المنتجة للمجتمع، وعندما نتحدث عن الأسرة والتخطيط لها نحن قطعاً نريد الوصول إلى تكوينها الأساسي لكي ننعم بتركيبتها المستقبلية ولذلك يجب أن يتركز الاهتمام بالطالب والطالبة لأنهما أسرة المستقبل وهما الأهم، لن نغفل أو نتغافل الأسر التي قامت دون تثقيف تعليمي تسبب في سوء إدارة أسرية نتج عنها نماذج سلوكية نشاهدها في مشاكل وسلبيات نشتكي منها جميعاً دون أن نناقش أسبابها الحقيقية للوصول لعلاجها الواقعي وليس الوهمي والمكلف دائماً بسبب اعتقاد البعض أن المواطنة صناعة في حين أنها زراعة. فترة الدراسة تستغل لتعليم الطالب قواعد الدين الأساسية كناشئة وليس كعالم ومنها يتعلم واجبه في إعمار الأرض وتحمل مسؤولياته البشرية، لأن الإنسان عندما ينشأ على المعادلة الربانية التي لها أضلاع ثلاثة هي الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح تجده لن يتنكر لجميل حاضنيه من المهد إلى اللحد ولهذا يسميهم الأهل و الوطن. في المنزل يجب أن تهتم الأسرة برعاية الطفل النواة دون غلو لمساعدته في الوصول لأعلى مستوى المفهومية للمنهج الرباني الميسر وليس المعسر قبل الدراسي المكشر لكي يعرف الأصول التي تعلمه أموراً كثيرة من علوم الدنيا والآخرة والتي يتحقق بها صلاح الأفراد والمجتمعات فتزرع المواطنة كزرع الحب الذي لا يكتفي لتنميته بوضع البذور فقط. إذا علمتني بمنهج القرآن باستخدام فكر الإنسان ورعيتني منذ أن فتحت عيني في الحياة ووجدتك صاحب الفضل بعد الله في ما أنا فيه ستكون الوطنية هي الثمرة التي تجنى فينمو بها الوطن ومنها تزرع البذور الجديدة ويخطط لرعايتها لكي تصبح الحياة بكل ظروفها سعيدة وبها طموح الأجيال لن تكون بعيدة. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا