ضياع الشيء يسبب ألماً في النفس، وكذلك الحال بالنسبة لضياع السلام المنشود يسبب الكثير من الألم للشعب الذي يرزح تحت نير الاحتلال الغاشم الذي أصبح يستشعر بالخطر الداهم لزعزعة وجوده بالكامل أو نهايته المحتومة في البقاء في أرض لايملكها، ولا مكان يستطيع العيش فيه بسلام وأمان في وسط كله من العرب. وقد دخل الكيان الصهيوني في محاولات عديدة لاخضاع اصحاب الحق المغتصب في فلسطين العربية، فلم تنجح، وباءت كلها بالفشل الذريع لأنها لاتستند إلى مرتكزات ثابتة يمكن البناء عليها.فقد حاولت إسرائيل المناورة لفرض سياسة "الأمر الواقع" على الأمة العربية بالاتفاق الثنائي مع الفلسطينيين، فلم تفلح طيلة العقود الماضية.كما حاولت استخدام وسائل شيطانية نازية عدوانية ضد الشعب الفلسطيني لإجباره على قبول "تسوية" جائرة، غير عادلة، ففشلت فشلاً ذريعاً، فلا الجدار العازل، ولا الحصار الجائر، ولاسياسة التجويع تمكنت في إرضاخ شعب فلسطين البطل الذي قاوم بمفرده ، ولايزال، وسيظل - ان شاء الله - يقاوم الاحتلال الإسرائيلي بشتى الطرق، وبمختلف الوسائل والأساليب إلى أن يتم تحرير أرضه السليبة، وإقامة دولته المستقلة عليها. وحاولت "اللجنة الرباعية" والأمم المتحدة على تبني السياسة الصهيونية اليهودية في اخضاع الشعب العربي الفلسطيني، واقناع الأمة العربية والإسلامية بأسرها في تسوية غير عادلة للقضية الفلسطينية عن طريق سياسة الإرهاب، وإرهاب الشعب الفلسطيني الاعزل من السلاح بالسماح لقادة عصابة الكيان الصهيوني في فلسطين العربية المحتلة بالقيام بسلسلة من الاغتيالات لأبطال المقاومة البواسل في فلسطين أو فبركة عمليات ارهابية هنا وهناك، وإلصاقها بالعرب والمسلمين لإنهاك قواهم وإضعافهم- عقلياً ونفسياً - وتشتيهم بهدف الانقضاض عليهم بلداً أثر بلد، باءت كل ألاعيبهم البائسة، ومخططاتهم التآمرية بالفشل، واصبحت مكشوفة للقاصي والداني حتى ما يملكون من ترسانة وعتاد ومعدات عسكرية ضخمة لم تفد في اخضاع الشعب الفلسطيني لإملاءاته لأن إدارة الشعب لاتقهر ولا تغلب ، وفوق سلطات الاحتلال الغاشم. فهل الكيان الصهيوني جاد في السلام العادل، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تهيمن على البر والبحر والجو، وعلاقات طبيعية مع العرب والفلسطينيين؟.وهل حان الوقت لكي تتجه الأمتان العربية والإسلامية برمتهما إلى إعادة النظر في "السلام الموهوم" الذي أتاح لجنرالات عصابة الكيان الصيهوني في فلسطين العربية المحتلة إلى إذلال أصحاب الحق المغتصب في فلسطين العربية المحتلة الذين اصبحوا يعيشون مشردين خارج وطنهم فلسطين، ومضطهدين تحت نير اخطبوط الاحتلال الصهيوني "الإسرائيلي" الذي لايقيم وزناً للقيم ولا للاخلاق ولا للشرعية أو القوانين الدولية التي تخدمها شعوب وأمم العالم لأنها الطريق الوحيد لاستتباب الأمن والاستقرار و الرخاء في العالم؟.