ما يحصل في سوق العقار حالياً منذ ثلاث سنوات أمر مخيف ومزعج وغريب فقد ضخمت اسعاره من اراضي وشقق سكنية وفيلل كانت بصورة خيالية بلغت 150% مما اصاب سوق العقار بأزمة كبيرة في البيع، مما انعكس على اسعار الايجارات لهذه الوحدات السكنية وتضاعفت ايجاراتها بصورة خيالية مما كان له التأثير على مستوى دخل الكثير من المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود. إن التضخم العقاري سواء فيما يتعلق بالشراء أو الاستئجار سيكون له آثار عكسية على سوق العقار بصفة عامة وقد يتعرض لأزمة حادة فهناك مثل شائع يقول "ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع" والخوف الأكبر أن يحدث لسوق العقار كما حدث لسوق الاسهم وضياع مدخرات الكثير من المواطنين نتيجة انخفاض متوقع للعقارات بأنواعها والتي كانت سببا في حدوث الكثير من الأزمات الاقتصادية. وما يحدث في مكة من ارتفاع لأسعار العقار بشكل مبالغ فيه في كثير من المخططات كالشوقية والخالدية والهدى وولي العهد والمحمدية والعوالي والشرائع وغيرها من المخططات حيث ارتفعت اسعارها بنسب كبيرة جدا بلغت 300% حيث وصلت لأسعار خيالية جدا جدا بسبب الكثير من المباني التي ازيلت بغرض توسعة الحرم الشريف من الجهة الشمالية وكذلك بسبب الخطوط الدائرية القائم انشاؤها حاليا والتي بلغت اربعة آلاف عقار بلغت تكلفتها عشرة مليارات من الريالات وكان ذلك سببا لنزوح اصحابها نحو هذه المخططات واقبالهم على شراء هذه الاراضي في المخططات الخارجية البعيدة عن منطقة الحرم ولكنها تدخل في نطاقه، هذا الارتفاع ساهم أيضا في ارتفاع الايجارات بشكل فاحش جدا للشقق والفلل والمحلات التجارية مما يتطلب ان تعيد امانة العاصمة المقدسة في الانظمة المسموحة بالبناء في مخططاته فالكثير منها لا يسمح سوى ببناء دورين كمخططات المحمدية والشافعي وولي العهد والشرائع وفي اخرى خمسة ادوار وأكثر. ولذا أرى ان تعاد دراسة هذه الارتفاعات بحيث لا تقل عن ثلاثة ادوار وملحق بحيث يمكن لصاحب العقار الاستفادة ماديا من هذه الزيادة بالتأجير وكذلك في المساهمة في أزمة الشقق التي تعيشها مكةالمكرمة وتعمل على انخفاضها. ختاما في نظري ان اقرار مجلس الوزراء الخاص بسرعة توصيل الخدمات لأراضي المنح وكذلك ما تقوم به هيئة الاسكان والبلديات من مشاريع مهمة كالإسكان الميسر نتمنى أن يكون لمكة النصيب الأكبر من هذه المشاريع من بين مدن المملكة ليساهم مساهمة فعالة في انخفاض اسعار العقار من شراء وتأجير. المحطة الثانية مما لا شك فيه ان الانترنت سلاح ذو حدين فهو يحوي الكثير من المعلومات القيمة والمفيدة ويساعد في التعرف على ما يدور في العالم من تطور في جميع المجالات العلمية والثقافية والادبية وغيرها من انشطة الحياة المختلفة فهو قناة معرفة وتطوير وتنمية مدارك الشباب وزيادة معرفتهم كما ان له مساوئ خطيرة جدا يمكن أن تكون سببا في انحراف الكثير من الشباب من خلال مواقع سيئة تبث الانحلال الخلقي كغرف الدردشة الشات التي تحدث بين الشباب والشابات والتي من خلالها تحدث العلاقات المحرمة بينهم ويتم من خلالها انتهاك الاعراض وانتشار الزنا والعياذ بالله وما يترتب عليه من انتشار للأمراض الجنسية المختلفة وكثرة اللقطاء وزيادة نسب الطلاق وهدم الكثير من الأسر. كما ان موقع الفس بوك الذي زاد انتشاره في السنوات الأخيرة زاد مرتادوه خلال السنوات الأخيرة وحذر منه علماء الدين والمجتمع وكان سببا في انتشار الكثير من المشاكل الاجتماعية فهو من المواقع البذيئة لما يحتويه من أفعال وأقوال وعبارات غزل وشائعات كما يمكن لهذا الموقع ان يكون سببا في نشوء العلاقات الجنسية غير الشرعية والوقوع في المحظور والمحرمات ومن المؤسف أن هناك الكثير من هذه المواقع التي يدخلها الكثير من الشباب بسبب الفراغ وقلة الوازع الديني فهي مواقع هدم ودمار لبعض الشباب خاصة الشباب غير الواعي مما يتطلب ان يكون الشاب والشابة المراهقين تحت انظار أسرهم وخاصة الأب والام وان يتم توعية الشباب والشابات توعوية دينية واجتماعية بمخاطر الانترنت واستخداماته بأن له محاسن يلزم الاستفادة منها كما ان له مساوئ يلزم الابتعاد عنها قدر الامكان كما ان للمعلم والمدرسة دورًا مهمًّا في توجيه النشء وتعريفهم بما ينفعهم وما يضرهم وضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن مواقع الغلو والتطرف التي قد تكون سببا لانحراف الشباب والشابات نحو تكفير المجتمع والغلو في الدين.