سعدت في مناسبة اجتماعية خاصة بلقاء اللاعب الدولي الكبير سعيد غراب وعادت بنا الذكريات إلى ذلك الزمن الجميل وسعيد هو ابن حارتنا (حارة البحر) وبيتنا لا يبعد عن بيته سوى فركة كعب كما أننا زملاء دراسة في المرحلة الابتدائية بالمدرسة المنصورية التي لاتبعد كثيراً عن حارتنا مع فارق العمر فنحن كنا أطفالاً وسعيد فتى يافع وقد تفجرت مواهبه في الحارة مع أقرانه الذين كونوا فريقاً وكانت برحة الملاهي الملعب الرئيسي لهذا الفريق . وكانت حارة البحر تضم العديد من المواهب الكروية فهي الحارة الوحيدة في جدة التي كانت تملك فريقاً رسميا وهو فريق الهلال البحري الذي تحول اسمه فيما بعد إلى فريق الربيع وهو الذي أنجب اللاعب الكبير الدكتور عبدالرزاق أبو داؤود كما أنها الحارة الوحيدة التي ينتمي إليها رؤساء أندية الاتحاد الشيخ إسماعيل مناع والأستاذ أحمد مسعود في فترات سابقة والدكتور عبدالرزاق أبوداؤود رئيس النادي الأهلي السابق والدكتور إبراهيم مناع رئيس نادي الوحدة لعدة سنوات مضت. وفي المدرسة المنصورية وضحت معالم سعيد غراب الكروية وكان فريق المدرسة يمثل منتخباً رسميّاً لأندية الغربية فكان يضم في جنباته بالإضافة إلى سعيد اللاعب نور موسى لاعب الاتحاد السابق رحمه الله واللاعب الغبري مهاجم الاتحاد الواعد آنذاك واللاعب سلطان باهبري لاعب الاتحاد واللاعب اللادان شقيق النور موسى وكان لاعباً رسميّاً في نادي العلمين في مكة بالإضافة إلى جميل أبو عصيدة واللاعب سعد الهدارلاعب النادي الأهلي والكابتن طيار حالياً والحارس أحمد نواوي غزالي حارس نادي رضوى أحد أندية الدرجة الثانية وشقيق معالي الدكتور فؤاد غزالي أمين العاصمة المقدسة سابقاً وكان أيضاً من خريجي هذه المدرسة العريقة والحارس سعيد باصقر حارس نادي الهلال البحري وكان ملعب المسامير بحي الشاطئ المجاور للمدرسة هو الملعب الرسمي لمدرستنا تقام فيه المباريات الرسمية في دوري المدارس وكانت تكوشعلى كل البطولات المدرسية في مختلف الألعاب كما أن المدرسة الفيصلية التي كان يلعب لها الدكتور عبدالرزاق أبو داؤود والدكتور أحمد عيد هي المنافس الخطير لمدرستنا في المدرسة المنصورية اكتملت مواهب سعيد الكروية نضجاً فتم تسجيله رسمياً في نادي الاتحاد فواصل مسيرته حتى أصبح اللاعب الأول في المملكة بلا منازع ولازال بشهادة النقاد والمحللين الرياضيين ومنهم الكاتب بهذه الجريدة الأستاذ فوزي خياط ويسجل لسعيد غراب أنه حول مفهوم كرة القدم من أسلوب (طقها وألحقها) إلى إبداع كروي ومهارات وخيال خصب فيكاد يكون سعيد غراب اللاعب الوحيد الذي يحول الضربات الركنية والضربات الحرة إلى أهداف شبه مؤكدة بنسبة 99% وكان ينفذها على الطريقة البرازيلية المعهودة. وقد صقل سعيد غراب مواهبه الكروية بالدراسة ونال شهادات تدريبية مكثفة لمدة عام كامل من البرازيل مما أهلته للتدريب وكانت له تجربة ناجحة مع فريق الحزم قبل عدة سنوات ويقول سعيد إنه يعتز كثيراً بلقب سعيد عقاب الذي منحه إياه صاحب الجلالة المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله عندما سلمه كأس البطولة قائلاً أنت عقاب الكرة السعودية ولست غرابها من باب التفاؤل ومما علمت عن سعيد شخصيّاً انه يفكر بإنشاء موقع إلكتروني خاص به وإن كانت هناك بعض العقبات كالتوثيق المرئي لقلة الإمكانات الفنية وقتها وقد سألت سعيد ماذا أعطيت الكرة السعودية وماذا أعطتك؟ فأجاب أعطيتها زهرة شبابي وأعطتني حب الناس وأعتز بمعرفتي بعدد كبير من الشخصيات الرياضية وأخص بالذكر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله الذي أعتبره جامعة مفتوحة لكل شباب المملكة كما أعتز بصداقتي بعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأدين بالفضل بعد الله لهم ومنهم صاحب السموالملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله مؤسس نادي النصر وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس الفخري لمجلس أعضاء الشرف في النادي الأهلي وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن منصور بن عبدالعزيز رئيس نادي الإتحاد السابق والذي هيأ لي فرصة الابتعاث للبرازيل وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد الرئيس الحالي لنادي الهلال بالإضافة إلى الشيخ يوسف الطويل رحمه الله والشيخ عبدالرحمن بن سعيد مؤسس نادي الهلال والشيخ حمزة فتيحي رئيس نادي الإتحاد السابق وغيرهم من الشخصيات مع حفظ الألقاب وقد سألته على سبيل المداعبة هل أنت من أصحاب الثروات فأجاب مبتسماً أنا لاأملك من حطام الدنيا شيئاً وثروتي الحقيقية هم أبنائي الذين يواصلون دراساتهم الجامعية بعد أن هيأت لهم حكومتنا الرشيدة في هذا العهد الزاهر كل سبل الرقي والطموح. وقفة إن سعيد غراب عقلية رياضية متفتحة من الواجب الاستفادة منها في مجالات متعددة كالتحليل الرياضي على أسس علمية بعد أن أصبح التحليل موضة يمارسها الكثيرون وهم يجهلون بعض أصولها، دعوة للقنوات الرياضية المتخصصة.