ان الانتماء للوطن والولاء للقيادة الغالية والوفاء للشعب لا يمكن اعتبارها شعارات يتفاضل بها البعض على البعض بمزاعم كاذبة. فالوطنية الصادقة هي التزام وعهد وثقة تعمل عملها في النفس التي تؤمن بأن استقرارها وتحقيق طموحاتها لا يتم الا بشرف الغاية والتضحية والإيثار بغير التلاعب بتلك القيم ومقوماتها وذلك لخدمة الاهداف المثلى بالصدق والحب لئلا يكون استهتارنا عنوانا لسلوكيات تبحث عن ذاتها وبلا امانة وبخيانة الضمير وتلك ادانة لمن يفرض وجوده على خارطة الوطن وانه الاول فيه دون التحسب لعاقبته واهمها مخافة الله. وفي مواجهتنا لتحديات مخططات تستهدف اماننا وقتل روح الطمأنينة في ذاتنا بما تآلفت النفوس عليه وتعمد من وضعناهم في محل حسن الظن المجازفة بتغيير ملامح وجه انساننا بمقايضة المصلحة العامة لحساب المصالح الخاصة بعد انتمائها للبناء لتبدأ بما تعتبره من حقها وانه غنيمة او ضربة حظ والتألق بالألقاب الجوفاء. فكان ما كان، وعلينا ان نأخذ من الاحداث عبرة ومن الدهر عظة اذ هو استاذ قدير ومعلم ناصح وينبهنا بأن نستيقظ من غفلتنا لحماية ترابنا المقدس ومكتسباتنا بإرادة لا تقلب (عين) بصيرتها (غيناً) تشوهها شيطنة الانانية. وصدق الانتماء لا تقترب اليه ممارسات الكيد والالغاء والاقصاء وحالات من الاختلال وتشويه المبادئ وتمزيق اواصر الترابط مع المجتمع والانشغال بخصومات وخلافات تستهلك كل ما هو نابض بتأسيس عداوات شخصية تعمل للشر وتهمل معطيات الخير. وتشخيص كل المواقف ووضع ما يتناسب لعلاجها حتى بآخر العلاج (الكي) وما اكثر الذين يعانون من جفاف العواطف وبسلبيات يتنكرون بها لهويتهم وعلاقتهم وانتمائهم الفطري وانحرافهم عن النهج القويم وهذا ما يجب الانتباه له في مناهج التعليم ومحاربة نعرات الكبرياء. وعندما نستعيد قراءة الماضي وقناعتنا فيه بالميسور ومن قبل ان نتعايش مع معطيات هذا الحاضر ومستجدات سرقت حتى افراحنا ليصبح الناس في سباق مع ايقاع الزمن وانتهاز مسرات أبهة وتفاخر وان هي الا حسرات يعاني منها اولئك لأن المشاعر موتى وغيابهم عمَّا قيل: ان هي الا مدة وتنقضي ولا يغلب الايام الا من رضي، والويل من الندم حين لا ينفع الندم! ويا للعجب من اسئلة شتى وكيف كنا وكيف نستطيع التعايش بدون مصارحة مع ذاتنا وسلامنا معها وسلامتنا من شبهات مؤرقة. والسؤال الأهم: هل يستطيع الانسان ان يأكل اكثر من طاقته او يلبس زيادة عن حاجته او يعيش زيادة لحظة واحدة عن اجل لا يتأخر عن تقدير العزيز العليم. وقد ورد في الاثر عن آية المنافق وهي: اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان. وما اقسى من ملامة الضمير وعتابه وعلى مقترفات نجدها في صفحات اوزارنا في يوم وصفه الله تعالى فقال: "يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدًا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد" وعيب بني الانسان النسيان وعدم الاعتبار. ولنستمع الى صوت الوفاء للوطن لكل من خدعته أطماعه وقوله: أليس لمغريات الحياة من آخر وتجاهل ان ما عند الله خير وابقى لمن اتقى وشرف الحياة بالاخلاص لعقيدتنا ولقيادتنا الغالية وللوطن المفتدى ومن اجلهم ننتصر على الفساد والمفسدين وسبحان من لا تخفى عليه خافية.