لا تجد مجالاً من هذه المجالات وغيرها إلا وقد عالجها القرآن الكريم بالحكمة والموعظة والتدبر حتى علومهم التي يدعون سبقنا في تناولها القرآن الكريم والمفروض أنهم هم الذين يبدأون من حيث انتهينا، ومع كل هذا فدول الغرب تعترف بأنها أخذت منا علم الطب والطبوغرافيا وفلسفة الانسان في علومه المختلفة كالطيران وعلوم البحار ومفهوم الدولة بالنهج والقوة والبلاغة فقد فتح المسلمون معظم بلاد الاسبان وغيرها، ومن هنا فنحن البادئون بأسمى وأبلغ الحضارات المتنوعة في التاريخ الانساني ولله الحمد. غير أنه وللأسف توقف تقدمنا وتقوقع لأسباب مجهولة أعتقد أن في قمتها عدم الكتابة او التدوين الدقيق أو المتابعة ثم لعدم كتابة تاريخنا بلغاتهم المختلفة مثلا مما جعلهم يأخذون ما عرفوه من علومنا الايجابية الواسعة ويدونونها بطرقهم ولغاتهم وترجماتهم بحيث عدنا من جديد نتسابق السير وراء خطواتهم وعلومهم في كل الاتجاهات وللأسف من أجل أن نقلدهم ونواكب تحركاتهم صالحها وطالحها. والمهم عند البعض أن نأتي بجديدهم الذي قد يكون غير مناسب لأدياننا وعقائدنا وحياتنا "كأن نبدأ من حيث انتهوا" في أكثر من طريق مما جعل الكثير منا يتخبط دون هواية فيما ينفعه وفيما لا ينفعه ورغم كل ذلك فهم يعترفون بذكائنا وفطنتنا وشجاعتنا في كل الأمور وفي كل الاوقات.. والمأخذ الذي يجب أن نعيد النظر فيه ونسعى جميعا لتحجيمه هو ما يسمى ب"الموضة أو التقليد" السلبي، وفي أكثر من اتجاه، فها هو الملبس الخليع والدوني وهذا هو التبرج السيئ الدخيل على عاداتنا وتقاليدنا والأهم ديننا. انجرف ضعاف العقول خلف تخبطهم بكرامة الانسان الذي لا يميزونه عن الحيوان وحقيقة انه من الصعوبة بمكان توقيف زحف هذه العقول التي غُرر بها وأبعدت عن الطريق السوي خلف دعايات مغرضة ومزيفة تهدف كلها إلى المضي في ضياع إنسان هذه الأمة الكريم والأصيل. سرنا بعكس ما ساروا، فهم أخذوا منا الايجابيات وطوروها ثم بنوا عليها علومهم وثفافاتهم واختراعاتهم ونحن بالكثير من جهلنا أخذنا سلبياتهم بعلاتها دون تمحيص أو تدقيق وأصبحنا أو أصبح من يسير خلفهم من مدعي التطور والتقدم والانفتاح يهرول هرولة الجاهل الظلوم لنفسه ومجتمعه وبلاده مما قد يؤثر تأثيراً ممقوتاً على غيره في كل سبل وطرق الحياة. والمفروض أن نأخذ منهم الطيب ونتجاهل الخَيِّبْ حتى نحقق ونؤكد للعالم أننا خير أمة أخرجت للناس، وبالتالي نجعلهم يهرولون وراء ايجابياتنا القيمة والمستمدة من دستورنا الخالد كتاب الله وسنة رسوله الأعظم. وهكذا يجب أن نكون وعلى اساس هذا أن نقوم. وفي الختام علينا أن نتذكر ماضينا وما أنزله الله علينا لنُبقي على مجتمعنا مجتمعاً متماسكاً متكافلاً في كل الظروف.