..في العيد هذه المرة ولأننا في زمن الحوار والدعوة إلى المحبة والسلام.. سنتذكر معا ذلك الحوار الذي بدأ قبل أكثر من ألف عام - حوار العلم والمعرفة بين المسلمين.. والغرب. .. فعندما ذهب ابن رشد وابن سينا إلى شبه جزيرة «ايبريا» - إسبانيا - كما تسمى اليوم ليفتحا حوارا مع الآخر كان لديهما ما يمكن أن يفخرا به من إبداع وابتكار علمي مذهل.. ولهذا استمع لهما العالم في الغرب بأذن صاغية وعقول واعية واستقبلا استقبال الفاتحين.. وقد انتهى الأمر الآن وأصبحت الدنيا أعق من أن تسقبل الجاهلين. .. نحن في هذا العيد وكل عيد في حاجة كعرب ومسلمين إلى إصلاح بيتنا أولا وتقويم ما اعوج في عقولنا وألسنتنا ونتذكر أنه ليس لدينا في هذا الزمن الصعب ما نضاهي به الغرب في علومنا وتقنيتنا وحضارتنا. .. لقد استرخينا زمنا طويلا.. وعندما استدركنا مؤخرا شرف الصحو في العودة إلى أمجادنا بالعلم والمثابرة والجهد والعمل برزت فئة منا تدعو إلى إعاقة مسيرة العلم والنور التي بدأها زعيم هذه الأمة ورمز حضارتها وتقدمها.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز. كان يرى حفظه الله أن العلم والتقنية ومواكبة علوم العصر فيما ينفع البشرية هي الطريق السليم والصحيح لتقدم شعوب الأرض فعمل أدام عزه ومجده على فتح أبواب العلم في كل المجالات.. الطبية والهندسية وعلوم الأرض والذرة والفلك وفتح أبواب الابتعاث إلى الخارج لعشرات الألوف من أبناء البلاد وشبابها الواعد.. وفتح عشرات الجامعات داخل البلاد. .. عيدنا اليوم في عهد رائد العلم.. أننا بدأنا حقا نرى أنفسنا ونقف على الرصيف المقابل لواجهات العالم ونتأمل أين وصلوا هم وأين نحن. .. لقد علمنا حبيب هذا الشعب الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن نرى وجوهنا من خلف أقنعة الضباب لنعرف من نحن وإلى مسارات الخير والعلم نسير. .. نحن عيدنا الأكبر أننا وعينا وعرفنا أين تستقر بنا الحياة وتنمو - بالعدل والعلم والحب والسلام - ويمكننا أن نضاهي الدنيا بأيدينا التي تعمل وعقولنا التي تنير الطريق.. والأرض طيعة لينة لمن يعمرها ويبنيها ويشيع العلم والعدل والحق بين أهلها. .. نحن لن نبني أمجادنا بالكلام.. ولكن الملك الصادق العادل علمنا أن نبني أمجادنا بالعلم والعمل وفي النهاية سنجد آلاف المصابيح العائدة من رحلة العلم والمعرفة تضيء لنا الطريق. .. لقد تعلمنا في هذا العيد أن نعرف أنفسنا والطريق إلى مجد أمتنا وعزتها.. ولهذا أصبح هذا العيد عيدين - عيد الفطر وعيد العلم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة