هو من تيار يحدث عنه هذا المقال ، بدأ بجحود واضح لسلفه، تبرأ من مشايخه وهجاهم، وتتلمذ على يد تيار لا يعرتف به في بلاده التي جاء منها مهاجراً إلينا، مدعياً أنه اضطهد في موطنه، وتمدد بأفكاره إلى مدارسنا وجامعاتنا حيناً ، فتأثر أمثاله به ، وسمعنا بعد بعض رموزه لا تعترف ببيعة ولا إمام ، ولا تزال ترن في أذاننا رجع صدى لخطب في مساجد يلقونها، وتسجل على أشرطة سمعية، وتتداول بين الاتباع، لاتستبقي شيئاً إلاّ واستباحت الحديث بسوء، والسلفية التي يدعيها قشرة اسقطتها الاحداث، وعجبت له يدعي ان تياره يخرج الناس من الظلمات إلى النور. وهو يدعي دون خجل أنهم أول من طالب بالاصلاح، وماجاءوا إلا بعد كل التيارات الداعية للاصلاح على اختلاف مشاربها، وفي وطننا هذا الأغلى والأنفس بين أوطان الناس سبقهم إلى ذلك الوطنيون الشرفاء، الذين يحاول أمثاله نبزهم بألقاب يظن أنها تنفر الناس عنهم، ولم يفلحوا في ذلك، ويردد أنه مع التيار الوطني في دعوته إلى فصل السلطات " التنظيمية ، التشريعية، والقضائية، والتنفيذية"، وصيانة حقوق الانسان، وتوفير الحريات الاساسية، وتوزيع الثروة العادل، وحقوق المواطن في التعليم والصحة - وهي مصطلحات دستورية بعيدة عن ثقافة تياره التي يرددها فما سمعنا رموزه تتحدث عن مثله قط ، فهذا التيار لايجد له حديثاً إلاّ مافيه اختلاف يؤدي الى الفرقة دوماً كالاختلاف العقدي، وطرح المغايرة الطائفية التي البحث فيها يقود حتماً إلى كراهية وبغضاء بين مواطني البلد الواحد، وله من المنابر المتاحة مالا عدّ ولاحصر، في المساجد خطب ودروس وفي الإذاعة والتلفزيون وفي الصحف، واليوم لهم من الفضائيات التلفزيونية ماانطلقت الألسنة فيها تهجو مذاهب المسلمين وطوائفهم، فحقوق الوطن والمواطن آخر ما يفكر فيه تياره ، الذي يملأ الفضاء صراخاً، وددت أن يكون لهذا الطرح فائدة ترجى، والناس يدركون من يعمل لوطنه ويعمل لرقي الحياة ويبذل في سبيل ذلك كل مايستطيع، ويعرفون أن الاوطان لاتبنى بالخطب والمواعظ، ويدركون إنما العمل الجاد المخلص ومدّ اليد للتعاون مع الجميع من أجل ذلك،وهو مالا يحسنه تياره ، فهلا يدركون هذا هو مانرجو والله ولي التوفيق. ص.ب 25485 جدة 21488