لم تفلح مستودعات الأدوية في العالم على كثرتها وتنافسها واكتظاظها بأنواع وأصناف الأدوية المختلفة ولا حتى كثرة الصيدليات الضخمة في تحديد نوع الدواء الذي يتعامل فقط مع المرض المحدد دون ذكر أو التحذير من حدوث أعراض جانبية أو محاذير واحتياطات عند تناوله .. ذلك أنهم يقولون أن الدواء أحد التركيبات أو السميات التي فيها جانب يتعامل مع المرض المحدد ، وجوانب أخرى تتعارض أو تتعامل مع حالات وأمراض أخرى .. أي أنه لا يوجد دواء محدد فقط لحالة معينة واحدة فقط .. والذي قادني لذلك هو أن بعض الأدوية لها نشرات ملحقة بالدواء فيها تركيبات الدواء ودواعي الاستعمال والمحاذير والأعراض الجانبية فإذا اطلعت عليها أصابك اكتئاب وخوف من تناوله .. فإذا ذهبت تسأل لماذا كل هذا قالوا: لا تشغل بالك بمثل ذلك لأنك عندئذ لن تكون قادراً على تناول أبسط المسكنات ناهيك عن الأدوية .. فالأفضل تأخذه وأنت ساكت وتتوكل على الله .. وربما يزيد أحدهم فيقول ما تخفش لو حصل لك أي حاجة أنا مسؤول ... و الله المستعان .. لكن أن يصل الأمر أن يكتب على العلبة الخارجية للدواء باللون الأحمر ( إن هذا الدواء يسبب جلطة أو السكتة الدماغية أو موت الفجأة ..) أو مثلاً عليها ( إن هذا الدواء أثبتت التجارب المخبرية التي أجريت على حيوانات التجارب إصابتها بالسرطان أو السكتة القلبية) وعندما تسأل الصيدلاني أو الطبيب ما هذا الذي كتب على العلبة وباللون الأحمر وكيف يمكن أن أعطي هذا الدواء للزوجة مثلاً والتي ستعتبر ذلك استدراجاً لموتها وإتاحة الفرصة اللازمة للتخلص منها أو الزواج عليها أو بعدها؟ يقول:لا تشغل بالك بس دي الشركة تحاول أن تخلي مسؤوليتها نحو المنتج من هذا النوع من الدواء ولأنه في كام ألف حالة حدثت مشكلة لحالة واحدة فقط فهم بالتالي يريدون أن يتوخى المريض الاحتياط والحذر مش أكتر . رحم الله زمانا مضى ..فلم تكن الأدوية قبل عدة سنوات خلت بهذه الكثرة، ولم تكن تعطى معظمهما في عُلبها أو زجاجاتها الحالية .. بل داخل كيس صغير نايلون أو قرطاس صغير وبعدد معين تأخذها وأنت ساكت .. ولم نعرف المضاعفات أو الجلطات أو السكتات التي تشير إليها تلك النشرات .. والتي بيدي الآن واحدة أخذت مقاسها فإذا هي (متر إلا ربع) في الطول مليئة من الجانبين باللغتين العربية والإنجليزية وبخط صغير ودقيق .. فيا أخي المريض شفاك الله وعافاك ..فأنت وأنا في حيرة فإما أن تأخذ بالأسباب والشافي هو الله سبحانه ونتناول الدواء حسب الإرشادات ونحن "مغمضين مسلمين"وإما أن نقرأ النشرة ونأخذ الدواء ولا ننام حذراً من العواقب .. شفى الله تعالى مرضانا ومرضى المسلمين.. فهل ينجح أطباؤنا الذين نجلهم ونقدرهم مع التقدم الهائل في الطب وإنتاج العقاقير ،لاختراع أدوية بسيطة لكل حالة واحدة فقط بعد تجربته على حيوانات التجارب التي سخرها الله ، نأخذها مع التوكل والدعاء،وأن تكون النشرة المرفقة سطراً واحداً فقط ؟.