لقد قضى الله سبحانه وتعالى في سابق علمه أن يخلق هذا الإنسان ضعيفاً على الرغم من التكريم الذي حباه به وما سخرّه له في هذا الكون لخدمته .. لكن سُنة الله تعالى في الكون ماضية فلا راد لقضائه وقدره .. فما أكثر الأهوال وما أحزنها تتوالي على هذه البسيطة من هنا وهناك.. نسأل الله تعالى العافية والسلامة لبلادنا وأهلنا في أرجاء البلاد العربية والإسلامية وفي شتى أنحاء المعمورة .. فالمصائب التي نسمع بها حول العالم جمة وموجعة والخسائر مؤلمة وتشرد النساء والأطفال والشيوخ وتأخذ بالقلوب وتعتصرها ألماً وحسرة .. فكم من مدن أدنى البركان أو الزلزال عاليها من سافلها .. بل كم من مدن وقرى وجزر خُسفت بكاملها و ابتلعتها الأرض . وكم وكم .... وبالأمس القريب تجددت الآلام مع زلزال (هايتي) بهزة أرضية بلغت قوتها 7.0 درجة على مقياس ريختر، فوقع الزلزال في يوم الثلاثاء 12 يناير 2010م على عمق سحيق حوالي 6.2 ميل (10.0 كم). وقد سُجلت سلسلة من الهزات الارتدادية الأخرى ، مخلفاً وراءه من الهدم والدمار والقتل ما الله تعالى به عليم، في وقت لا يتجاوز سوى دقيقة وبضع دقيقة فقط،ووجدت جثث وأشلاء وضحايا ولا تزال عمليات البحث والإنقاذ جارية، فكيف لو استمر لدقائق أخرى معدودة أو امتد أثره على اليابسة والمحيطات ؟ وتشاء حكمة الله أن ينجو من ينجو من ذلك الزلزال ، ومن بين ركامه وحطامه وقتلاه وجدت طفلة صغيرة حية بين جثث والديها في حالة من الفزع والذهول. ولذلك كلنا يتساءل أما لتلك المناطق والبلدان من (تحذير مسبق) ينذر بقرب الزلزال أو الإعصار أو البركان .. ليستعد الناس بالنجاة بأنفسهم وأهليهم ؟ يقولون نعم لهم محطات إنذار وإرشاد بل تقرب من مناطقهم .. لكنهم لم يتوقعوا الوقت المحدد .. لكنا نحن المسلمون وبحمد الله لنا إنذار وإنذارات صادقة جازمة لا تقبل الشك أو التسويف فهل نجتهد ونعمل بها ونحذر ونحاذر من عواقبها لننجو جميعاً ؟!فيقول الله تعالى :وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ { 94} . لذلك أخي القارئ الكريم لا تنس طوق النجاة وتذكر الإنذار المبكر من الخطوب المدلهمة والصواعق والزلازل المفاجئة والمصائب جميعاً وتعال نلجأ للذكر مع العمل، والتضرع والابتهال والإبحار في سفن ونجائب الاستغفار ذاكرين الله تعالى الذي يقبل التوبة ويكشف الغمة ويعفو عن الكثير، وليحسن كل منا في عمله وصنعته: الطبيب في طبه والمدرس في مدرسته والموظف في مكتبه والتاجر في متجره مع ملازمة الدعاء وجوامعه ونشر الفضيلة والبر ومكارم الأخلاق ولزوم التضرع والاستغفار حتى يصرف الله تعالى عنا وعن أمتنا كل بلاء، إنه سميع مجيب .. قال الشاعر : يا نائم الليل مسروراً بأوله ....... إن الحوادث قد يطرقن أسحاراً ..